الرجل ظل طليقاً يرتع في الأرض كيف يشاء ، دون أن تفكر الجهات الرسمية بالقبض عليه لصدور حكم قضائي بسجنه لستة أشهر لسبه طليقته ، ولكن لا غرابة في ذلك ، فالرجل أحد أهم صبيان مدرسة المخابرات الحربية والبوق الرسمي لها في مدينة الإنتاج الإعلامي ، ولكن فجأة و بلا أي مقدمات إكتشفوا أنه يجب تنفيذ الحكم الصدار ضده ، حتي لا تتهم الدولة أنها تعطل تنفذ القانون لو أنها تتعامل بمعيارين مع مواطنيها .
ولم يجد (المخرج التابع للشئون المعنوية للقوات المسلحة) يوماً من أيام السنة للقبض عليه لتنفيذ ذلك الحكم سوى فجر الجمعة 14 /8 .. يوم الذكري الثانية لأكبر مذبحة في تاريخ مصر و في لقطة سينمائية دراماتيكية تذكرنا بأفلام هوليوود الإنفعالية المفعمة بالمشاعر الجياشة تجاه أبطال الفيلم التي تجعل المشاهدين لا يتركوا المناديل من ايديهم ليجففوا دموعهم طيلة عرض القصة ، و في مشهد لا يخلو من الإستعباط أحيانا والإستهبال أحيانا أخرى وبتوقيت الموجة الثورية المنتظرة صباح اليوم التالي و من أمام مدينة الإنتاج الإعلامي (عن قصد) يتم القبض عليه وكأن محل إقامته مجهول لدي السلطات ، في الوقت الذي تعين نفس السلطات له أفراداً من الشرطة لحراسته لكونه شخصية تؤدي رسالة محددة ويجب الحفاظ عليها إلى حين ، فهل كانت هذه العجلة في القبض على دكر البط لأسباب مخابراتية ، حين تسّرب إليهم خبراً عاجلاً ، مفادة محاولة المتهم الهروب خارج الأراضي المصرية المقدسة ، ومن هناك سيكشف كل أوراقهم و سيفضح تآمرهم علي الوطن وكيف كانوا يستغلونه لبث أكاذبيهم وإشعاتهم لصالح أغراضهم الخبيثة ، فنصبوا له كمين دون علمه !، وعلي حين غرة قبضوا عليه !، لتنقل الكاميرات ذلك الحدث الجّلل (لأنه كبير بهلوانات الفضائيات) وسريعاً تتفاعل صفحات التواصل الإجتماعي بخبر القبض على دكر البط وبالتالي يسحبوا جزءً كبيراً من الزخم الإعلامي والتركيز الكبير المنتظرعلي القضية الأكبر والأهم وهي صبيحة الذكرى الثانية لأكبر مذبحة في تاريخ مصر (فض رابعة والنهضة) والتي تشكل وصمة عار ويوم خزي لكل من ساهم وشارك وأيد وهلل لهذه المذبحة . فبحثوا عن قضية وخدعة تثير الرأي العام وتسحبه بعيداً عن مركز الإهتمام وتخفف في نفس الوقت وخز الذكرى المنتظرة فكانت اللقطة المحبوكة بدقة والتي لا تقل وقاحة وكذب عن فيلم خالد يوسف ليلة 30 ويونية.
وللأسف إنجر بعضنا (عن غير قصد) للمربع الذي أردوا أن يجرونا إليه وعلى مدى أسبوع كامل راحوا يلوكوا في نفس القضية و يزرفوا دموع النفاق علي مآساته ومدى معاناته في الحبس ، في الوقت الذي تغافلت نفس الأبواق الإعلامية المآسي الحقيقية لألاف الأسر التي قُتل أو أصيب أو سجن أحد أفراها بسبب المذبحة والتي حلت ذكراها ، نعم تناسوا عن عمد القتل والحرق وألام مجتمع يئن معظم افراده تحت وطأة الإنقسام السياسي الذي صار كالقنبلة التي تهدد استقراره وزيادة مساحة انتشار الكراهية بين أفراده ، و لهيب الأسعار التي تأكل في جسده ، والإهمال الذي ينخر في بنيان مؤسسات الدولة ، ناهيك عن مشروعاتهم الفاشلة ، فتركوا كل هذه القضايا الحيوية ، ووقفوا يزرفون الدموع علي دكر البط ومكابدته ألام الحبس في فنادق المخابرات الحربية .
وبعد أن هدأت العاصفة المنتظرة فتشوا في دفاترهم فوجدوا له ألف مخرج فالدفاتر دفاترهم والعمدة وشيخ الغفر من قريتهم ، وها هو الأن في أحضان معشوقته أنثى العُكش يجلس امامها ليهرتل في الناس علي قناته ولم ينسى أن يحتسي فنجان قهوته التي انضجها علي حساب المغفلين في بر المحروسة.
وإلى الملتقى مع صناعة حدث دراماتيكي و مشهد مآساوي جديد زجرعة من الأفيون صناعة العسكر يرفع أعداد السّكارى من البلهاء ، ليزرفوا المزيد من الدموع ومصمصة الشفاة ويتناسوا معها مصائب العسكر وما آل إليه حال البلاد والعباد منذ إنقلابهم الأسود .
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...