القصيدة العصماء للامام على - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

القصيدة العصماء للامام على

سلونى عن علامات الندامة دون مذلة تعطيكم تلك الدمعات من العيون جواب وما كل الذنوب لها فى القلب سوى ندامة وما ازود عن الندامة انما عظيم كما تنعاب

  نشر في 12 نونبر 2019 .

القصيدة العصماء لأمير المؤمنين على بن أبي طالب سﻻم الله عليه

من أجمل وأعذب ما قيل عن الدنيا

جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي

بن أبي طالب سﻻم الله عليه وقال : يا إمام لقد اشتريت داراً وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك ، فنظر علي سﻻم الله عليه إليه بعينِ الحكمة فوجد الدنيا قد تربَّعت على عرش قلبه وملكت عليه أقطار نفسه

فكتب قائلاً يريد أن يُذِكّره بالدار الباقية ،

كتب بعدما حمد الله وأثنى عليه.. أما بعد

فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين وسكَّةِ الغافلين لها أربعة حدود ، الحدَّ الأول ينتهي إلى الموت والثاني ينتهي إلى القبر والثالث ينتهي إلى الحساب والرابع ينتهي إما إلى الجنة وإما إلى النار فبكى الرجل بكاءً مُراً وعلم أنَّ أمير المؤمنين أراد أن يكشف الحُجَبَ الكثيفة عن قلبه الغافل

فقال :يا أمير المؤمنين:

أُشهد الله أني قد تصدَّقت بداري على أبناء السبيل ، فقال له علي عليه السﻻم هذه القصيدة العصماء :

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت

أنَّ السعادة فيها ترك ما فيــها

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها

إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها

فإن بناها بخير طاب مسكنُه

وإن بناها بشر خـــــــاب بانيـــها

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها

ودورنا لخراب الدهـــر نبنـيــها

أين الملوك التي كانت مسلطنةً

حتى سقاها بكأس الموت ساقيــها

فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت

أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليـــها

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها

فالموت لا شـــك يُفنينا ويُفنيــها

لكل نفس وإن كانت على وجلٍ

من المَنِيَّةِ آمــــــالٌ تقويـــــــها

المرء يبسطها والدهر يقبضُها

والنفس تنشرها والموت يطويـــــها

إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ

الدين أولها والعقـــــــل ثانيـــها

والعلم ثالثها والحلم رابعها

والجود خامسها والفضل ساديـها

والبر سابعها والشكر ثامنها

والصبر تاسعها واللين باقيـــــها

والنفس تعلم أنى لا أصادقها

ولست ارشدُ إلا حين أعصيــــها

واعمل لدارٍ رضوانُ خازنها

والجار احمد والرحمن ناشيــها

قصورها ذهب والمسك طينتها

والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيــها

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل

والخمر يجري رحيقاً في مجاريــها

والطير تجري على الأغصان عاكفةً

تسبحُ الله جهراً في مغانيـــــــها

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها

بركعةٍ في ظلام الليل يحييها


  • 6

  • شاعر النيل
    أودعت قلبى إلى من ليس يحفظه أبصرت خلفى وما طالعت قدامى
   نشر في 12 نونبر 2019 .

التعليقات

من المَنِيَّةِ آمــــــالٌ تقويـــــــها
فضلا سيد جمال هل لك ان تشرح لي هذا البيت في مترادفه ؟
2
شاعر النيل
تحياتى الطيبه لك اختى الفاضله احسنتى الطرح :
فى هذا البيت مرادفات عظيمه ولها اثر فى النفس جليل
البيت هو
لكل نفس وإن كانت على وجلٍ
من المَنِيَّةِ آمــــــالٌ تقويـــــــها
والمعنى ان النفس البشريه التى تؤمن بالله رب العالمين وهى المخاطبة فى القصيدة
الوجل هو الخوف
المنيه هى الموت
آمال وهى الرجاء ومنها التمنى
والقول بذلك ان النفس عندما تخاف من الموت هناك خير لها ينتظرها فلتتمنى هذا الخير حتى تتقوى على مجاهدة النفس لترك الدنيا وملذاتها
مع العلم اننا لن نقوى على ذلك الا بتوفيق الله لنا على ترك الملذات
.سميرة بيطام
مفاهيمك مغلفة في قالب مشوق بمترادفات جميلة
شكرا لك
شاعر النيل
الشكر موصول بجميل الثناء على عطر كلماتك
§§§§ منذ 4 سنة
لما علم... طبق علمه أفعالا...و وافقت أقواله أفعاله.... إنه السلف الصالح...القدوة
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
2
Batool منذ 4 سنة
رائع جداااا ..... صَدَّقَ امير المؤمنين
3
Dallash منذ 4 سنة
كرم الله وجهه..صدق في كل كلمة
3
هدوء الليل منذ 4 سنة
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
أنَّ السعادة فيها ترك ما فيــها ...
احسنت اخي . مقال رائع
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا