اشعر بتعب شديد يجتاح حياتى ويسيطر على صدرى وبرغبة اشد فى الموت . كنت قديما عند التعب اقدم كلماتى لصفحاتى وافصج عما فى صدرى لنفسى واعيد التفكير كثيرا بعد كتابة تلك الكلمات والان اصبحت الصفحات غريبة .
خوف عميق بداخلى من كل شىء حتى من كتابة تلك الحروف والاسطر ..اخاف ان يقرأها احد فيسخر منى وما بداخلى فقد اصبحت سخرية حياتى ..... حتى نفسى بدأت تسخر منى .
استيقظ كل صباح واقول بانى لن اتحدث وسابقى فى موقع متفرج ينتظر نتيجة باطل يناقش باطل ولكنى اتفاجأ بنفسى واتحدث وانطق واقول وفى لحظات تتداخل كل النقاشات وتنقلب علي وكأنى مفجرها.
اصبحت اناقض نفسى واحيا فى الظلمات وحيدا شاردا لا افكر الا فى كل شىء يجذبنى اكثر لتلك الظلمات وكانى اعشق تلك الظلمات , اصبحت شريدا فى وسط قطيع الفئران .
مر زمان كنت اظن بانى بطل لحياتى لم احلم يوما ان اكون بطل لكل الحكايات وان يسرد اهل الدار حكاياتى للاطفال , كنت فقط احلم بان اكون بطلا لحياتى لا اكثر .. ام حتى نفسى كثر الحلم عليها من نفسى ؟ . واستيقظت لاكتشف بانى لم اتعدى دور الكومبارس فى حياتى , اعيش حياتى لاعبا دورا لغيرى , ليس بتضحية منى وليس فداء او بطولية بالرغم بانى كنت اظن انها فداء وشجاعة , لكن كنت غبيا لا اكثر ...
تحيانى الدنيا ولا احياها واصارعها فتصرعنى . يا ليت غبار الحب لم يصدمنى ولم يجذبنى .. فى وسط كل ظلام حياتى وجدت نورا يتلألا فى عينى وظننت بانى المسه واحضنه , لقد كان بعيدا ليس سرابا يتلالا فى وجه الظمأ ويغريه بل كان بعيدا عنى . حاولت كثيرا ان اقترب والامس بعيناي ضياه فاحرقنى ... هى نار تحرق اوصالى وتمزق جفنى وتغرس خنجرا فى قلبى..... لا يقتلنى .... وذهبت قريبا منه ..ورايت دموعا تنهمر من وسط ضياء النور ومسحت بكفى ادمعه ... لا تمسح دمعى من نورى ,هذا الدمع حياة ارسلها لمن ضل طريقا وسط الظلمات... أروى ظمأ العشاق , لكنى الححت كثيرا ومسحت دموعا من عينيه وتوقف دمعه ... وتوقف مع اخر دمعته ضوء حياته وتلاشى كل ضياء النور المنبعث من جفنيه ... وقتلته .. لم ادرى انى قاتله ..لم ادرك انى مغتصب ..