انتشار ظاهرة الخوف من المخططات و المؤامرات السرية و الغير معروفة كان يجعلني دوما أفكر بالسبب الذي يجعل شعب بأكمله يعيش على "التراهات" أو كما يقال في بلدي على "القال و القيل".

كما ومنذ صغري وإلى يومي هذا كنت دائما أشاهد الناس من حولي يتحدثون عن الخطط الغربية و تطبيقها علينا بشكل محنك و دقيق بدون أي أخطاء ، ناهيك عن التضخيم من قوى بعض الدول الإقليمية منها و الدولية.

إلى أن توصلت بالبحث إلى مصطلح يدعى "علم الجهل".

علم الجهل يا سادة نشأ نتيجة الصراع على حق امتلاك مصدر المعلومات أي احتكارها ، ويعرف بأنه العلم الذي يدرس نشر الجهل بطريقة علمية وهادفة. حيث يهدف إلى التحكم في آلية تفكير الشعوب وتثبيت أنماط معينة للتفكير ومنطق الأمور، حيث يعرف الجهل بأنه انعدام المعرفة، لكن علم الجهل يجعل من الجهل منتجا، يتم صناعته وتوزيعه لأهداف سياسية عديدة.

إستراتيجية نشر علم الجهل مبنية على عدة مفاهيم أساسية ، أهمها:

1. بث الخوف لدى الناس.

2. إثارة الشكوك.

3. صناعة الحيرة.

4. خلق أسئلة لا إجابات منطقية لها....إلخ

حيث يستخدم "علم الجهل" لصناعة أعداء وهميين مثلا لتخويف شعب ما، وبالتالي قبول الشعب لسياسة بلدهم تجاه هذا العدو (إن صح التعبير) دون أن يعلم أحد بشيء وهنا تكو السلطة الحاكمة قد روضت الشعب دون علمه.

كما إن كثرة المعلومات المتضاربة وبث الإشاعات، يجعل الفرد يتوه في دوّامة من الحيرة، فيلوذ بقبول أسلم الطرق لنجاته، كالهرب مثلا حتى يتبين له الأمر، وهذه تحديدا هي الغاية.

كما ويتفرع من علم الجهل ما يعرف باسم "إدارة الفهم" وهي التي تهدف بدورها الى حذف ونشر واستخدام تعابير معينة في موضوع ما لجعل العقول تنقاد نحو اتجاه معين.

آلية مكافحة علم الجهل:

مكافحة أساليب كهذه تحتاج لجهود كبيرة ووعي (حقيقي) للوصول إلى الحقيقة بعيدا عن العاطفة والأمنيات وقصر النظر والسذاجة. فإذا قام كل قوم منا بالتحري عن ما له وما عليه من الناحية التاريخية و قام بربطها بما يجري الآن ، نستطيع حينها فقط القول بأننا نسعى خلف التقدم و التغيير و التخلص من العبودية "الجهل" بشتى أنواعها ومسمياتها. بالإضافة إلى حث الشباب على المطالعة و القراءة سيساعد في بناء جيل مثقف , واعي و متين , قادر على حل الأزمات و نشر الوعي في وطنه.