The Simpsons قراءة في المستقبل
بقلم : أحمد خضر أبو إسماعيل
نشر في 21 يونيو 2017 .
The Simpsons
المسلسل الكرتوني الأميركي " الشهير جداً " تم عرض حلقاته الأولى في عام 1986 وتوقف فترة من الزمن ليعود ظهوره في عام 1989 ولاقى انتشاراً واسعاً في " أوربا واليابان " وفي عام 2000 قامت
MBC
بمحاولة دبلجته إلى العربية إلا أنه لم يلق رواجاً , وصل عدد أجزاء المسلسل إلى 27 جزء وأكثر من 500 حلقة .
..............................................................................................................
من منا لا يعرف الملحمة الكرتونية
The Simpsons
أو كما اشتهر بالعربية " عائلة سيمبسون " , وضمن أكبر التصنيفات العالمية أعتبر هذا العمل الأكثر متابعة ومشاهدة حول العالم .
وتدور أحداثه في " الولايات المتحدة الأمريكية " ضمن مدينة من نسج خيال المؤلف , والعمل يصور لنا حياة العائلة الأمريكية ضمن يوميات وأحداث تمتزج بين التراجيديا والكوميديا ضمن سياقات ممتعة للمشاهد .
طبعاً المسلسل رغم أنه " كرتوني " إلا أنه تطرق لموضوعات حساسة جداً وهذا ماجعل العمل صعب النقل إلى المجتمعات العربية , فقاموا بالتعديل عليه إلا أن المشاهد العربي والغربي بقيا متمسكين " بالنسخة الأم " على حد سواء .
في وقت عرض المسلسل كان يندرج تحت مايسمى " بالدراما الإجتماعية " والمشاهد العربي كان تواقاً للإطلاع على عادات الشعوب المختلفة ضمن فترة تعتبر هي الأكثر إنغلاقاً , لأن العالم العربي كان مازال بعيد عن " ثورة التكنولوجيا " ويعيش ضمن قوقعة لا يبصر من خلالها النور .
العمل في ذاك الوقت دخل إلى كل المنازل وهنا ضمن السياق " العربي " نتحدث , علماً أنه يتنافى والعادات والتقاليد ولكن
أعطي مبرراً هو الرغبة الجامحة في روؤية " أميركا الحلم " أنذاك التي دمرت بصعودها " عروش السوفييت " , وانتقل العالم برمته من السياسة " الإشتراكية " التي فشلت في إثبات وجودها وانجر العالم إلى سياسة " القطب الواحد "
العمل كما أسلفنا كان غريباً جملة وتفصيلاً ,إلا أن المشاهد لم يكن يعرف البدائل في ذاك الوقت فبرر إسفاف العمل بطروحه نتيجة جهله .
لكن ما نحن في صدده هو انحراف مسار العمل بعد أحداث " 11 أيلول " الشهيرة , وكأن العمل دخل في مسار آخر وأصبحضمن الأجزاء اللاحقة أكثر عنصرية وهنا نقول أكثر عنصرية لأن النظرة كانت عنصرية أصلاً
اتجاه العرب والعمل على تشخيصهم بطريقة همجية مقززة , ولكن هذا الأمر لم يشغل المواطن العربي الغارق في ويلاته الإجتماعية على العلم أن عمر " الولايات المتحدة الأمريكية " إلى هذه اللحظة لم يصل 200 عام , وعمر مدينة حلب " السورية " 12000 عام , وهنا ليس دفاعاً عن العرب وإنما على ذكاء الطرح في ذاك الوقت استطاع المسلسل أن يصور العرب على أنهم قبائل متخلفة فوضوية لا تصلح لشيء , علاوة على بعض الإختراقات الدينية التي لست بصدد محاكمتها على العلم أن الأصول الأمريكية كما تقول أسفار التاريخ :
" الهنود الحمر " , لكن ورغم ذلك تابع العمل استمراريته بنجاح أكبر .
الغريب في الأمر أن بعد مرور تلك الأعوام على انتهاء العمل , يعود اليوم إلى الظهور بحلة جديدة الهدف منها هي أن العمل أشبه بمشعوذ استطاع أن يحكم على أحداث حول العالم قبل حصولها أهمها " أحداث 11 أيلول " , " حرب العراق " , " أحداث الربيع العربي " ومؤخراً تسلم ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض " .
وهنا الرهان مجدداً كان على الوعي العربي , فدخل السؤال الأكثر شهرة على مواقع التواصل الإجتماعي :
هل حقاً نحن نعيش ضمن أحداث مسلسل سيمبسون ؟ وهل الماسونية تسيطر على العالم ؟
الإجابة لا
نحن نعيش ضمن حلقة مفرغة من انتكاساتنا العربية وأظن من السهل جداً لو رأيت بيت بدون ركائز أن تتوقع سقوطه , والعالم العربي بلا مبادئ ولا ركائز فحتى لو كان المسلسل أشار إلى ذلك فليس سيناريو حتمي أما الحتمية الحقيقة هي فشل القطر العربي الواحد من التوحد ضمن داخله بالتالي سنبقى لقمة سائغة دائماً وسيعملون دائماً على طرح هكذا تساؤلات لإغراقنا في الوحل أكثر.
القضية ياسيدي لا تحتاج إلى تنجيم إطلاقاً وأنا سأطرح عليك سؤالاً أخيراً :
هل مرت بلادنا العربية في عشر سنوات متواصلة بدون حرب ؟
أما عن الصور المتداولة في مواقع التواصل الإجتماعي فهي صور مصنوعة حديثاً لإيهام المشاهد أكثر والتوغل في " اللا معنى " وأخيراً أستذكر بيت شهير للرائع حافظ ابراهيم :
الله أكبر , الله أكبر ماهذا المنام
شكاكم المهد واشتاقتكم الترب
ولا أظنه كان منجماً ....والله أعلم ....................
ملا حظة أخيرة :
ماسبق ليس شرعية لنظرية المؤامرة المزعومة وإنما هذا هو حالنا على مدار التاريخ نسقط بغبائنا ونقول : أسقطونا
-
أحمد خضر أبو إسماعيلالكاتب أحمد خضر أبو إسماعيل من مواليد 26.3.1993 سورية .سلمية كاتب في القصة القصيرة