دار حديث لطيف بين شاب  وأحد الحكماء ففي يوم مشمس ذهب هذا الشاب بكل طاقته وحماسته إلى الحكيم وطلب منه  أن يعطيه أسرع طريقة كي يصبح غني من الأغنياء

فسأله الحكيم : هل تعمل بمهنة ؟

قال الشاب : لا

فسألهالحكيم : ومن أين ستكسب رأس المال ؟

قال الشاب :ولهذا جئتك فكثير من الناس عرضوا علي العمل في مهن مختلفه ورفضت لأنِ أريد أن أعمل كرجل أعمال ولن أرضا بوظيفة أخرى 

إبتسم الحكيم وقال بصوت وقور :حسناً كما تشاء 

فزادت حماسة الشاب وإنفرجت أساريره وظهرت الإبتسامة العريضة 

وقال بشكل متسرع :إذاً كيف أصبح تاجراً معروفاً 

قال الحكيم : ببساطه عليك أن تصعد الجبل من القمة ثم تبدأ بالنزول 

تفاجاء الشاب وصعق من الإجابة : هل جننت أم تسخر مني لا أحد يمكنه أن يبدأ صعود الجبل من قمته  لما سمي صعود إن لم تكن البداية من أسفل الجبل 

فقال الحكيم : الأن فهمت الجبال لايمكن أن تصعد من قممها والحياة كذلك لم تولد وأنت تعرف كل شيء حتى السير والشرب والأكل إحتجت إلى التمهيد فيه خطوة خطوة  وكذلك الحياة العملية  والنجاح في تحقيق الأهداف لايمكن أن تجد نفسك تاجراً معروفاً وأنت لم تبدأ كعامل بسيط 

وفي  هذ القصة مافيها من الحكمة فنحن بنو البشر عجلون لدرجة لاتوصف ونحب الوصول إلى مانريده فتجد من يقول لك أريد أن أصبح في مرتبة مدير دون أن أكون موظف أو أجتهد وأتأهل لهذا المنصب  !! 

كل شيء بهذه الحياة يحتاج إلى الجد والإجتهاد وأن تبدأ من نقطة البداية  ليس من المعقول أن يبدأ أحد من القمة 

وعلى كل منا أن يحرص على أن يبدأ البداية الصحيحة كي يحقق غايته أين كانت 

ونحن حينما نحقق أحلامنا وطموحاتنا  أشبه بالبناء  فلايمكن أن نبني البناء من الأعلى ولا أن نبنيه دفعة واحدة ولا بأساس خاطئ 

وتأكدوا أننا لن نحقق شيء طالما ننتظر أن نجد نفسنا فجأة فوق القمة 

لأن الجبال لاتصعد من قمتها ....