دعني أخبرك! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دعني أخبرك!

بعض الأشياء في حياتنا تصل متأخرة جداً .. قلب غادرته وتركت فيه ألماً، ربما يكون من غير المجدي أن تطلب منه الغفران بعد أن عاد من جديد لينبض حباً .. وبعض العتب لا ينفع عندما يكون الألم قد سكن، وعادت الروح إلى شبابها .. النهايات لا تعني الخيبة دوماً إذا ما اقتنعنا أنها كانت مجرد محطات عابرة قدر علينا أن نمر بها ثم نجتازها ..

  نشر في 01 نونبر 2018 .

دعني أخبرك عن تلك الصباحات التي لم أكن أملك فيها أي شغف للحياة. كنت أجلس لساعات أمام هذه الشاشة المضيئة أحاول أن أخط سطراً. سامحني لأنني لم أستطع أن أكتب لك الكثير .. لكنني بقيت انتظر مكالمتك لأشهر، رسالة منك كانت ستعيد إلي الأمل بأنك ستعود يوماً ما. 

وعندما رأيتك البارحة مصادفة في المسرح.. ياه .. كم من الصعب أن أصف لك شعوري، وأنت ترمقني بتلك النظرة القاسية، تلك المصافحة اللعينة وأنت تنظر إلي بعين يملؤها الحقد والكره. لقد كانت الموسيقا التي عزفتها .. لي .. لقد شعرت بكل نوتة .. تعاتبني أنني رحلت وأكملت حياتي دونك .. لماذا تعاتبني وأنت الذي أمرتني بأن أغادر حياتك حتى الأبد. 

أعرف أن تلك الوداعات التي لم تقتلك، قتلتني أنا .. لقد بقيت لأيام ابحث عن أعذار. لكن الكلمات انتهت بفراقنا، ألسنا من كنا نعيش حقاً حالة حرب، ألست من قرر أن الخيانة نزوة شيطانية، وأن البعد حل للقلوب المرهقة، ألست أنت من بت في شأننا وقرر أن يأخذ كل منا استراحة حتى يعيد ترتيب أوراقه. 

أنا بقيت لأشهر وفية رغم البعد، لكن ماذا عنك؟! .. كنت تعيش حياتك كمراهق خرج يكتشف العالم لأول مرة. تقول لي بكل لؤم أنني إنسانة لا مبالية وأنني أعيش في كوكب الوهم، أنني ضعيفة أمام دموعي، أنني التجأ إلى النوم بدلاً من أقف وأصارع الحياة .. لأنني اعتقدت أنك قوتي، لكنك كسرتني .. 

غبي .. حين اعتقدت أن كآبتي ستسجنني حتى الأبد. لكن قوتي أتت من قسوتك، أجل إنني أعيش حياتي كما تعيشها أنت. وماذا عن رسالتك التي وصلت متأخرة جداً، تخبرني بأنك تعرضت لحادث وأنك ربما لن تستطيع السير من جديد .. هل انتظرت مني أن أخلي منزلي من صوره وذكرياته وأجري إليك أطلب منك أن تصفح عني لأنك رحلت عني وأنا رحلت عن ذاتي .. لماذا كل هذا التجبر والكره .. لماذا كل هذه الأنانية وأنت الذي كنت تدفعني نحو الرحيل وتقول لي بأنني أقوى من أبقى معك فقط لأنني أحبك.. أحببتك .. آسفة لأنني فعلت، اعتذر حقاً أنني لم أكن مزيفة، أنني كنت طيبة القلب أنني حاربت معك الدنيا ولم انتصر .. 

ساذج إذ اعتقدت أن بإمكانك أن ترسم خريطة لأحلامي ومستقبلي. ساذج إذ كنت تتهرب من مكالمتي ورسائلي معتقداً بأنك ستنساني، لكن رائحة عطري ما تزال قابعة هناك على كل بقعة من جسدك، ضحكتي ما تزال تهز أركانك، ودمعي ما يزال يجعلك أضعف من أن تلقبني بالخائنة .. 

أحمق حين تفكر أنني مازلت أفكر فيك.. حمقاء لأنني ما أزال أبحث عن مبرر لكل ما حصل، ما أزال أبرر لك أنني أعيش حياة طبيعية من بعدك. وأنت الذي كنت تنتظر مني أن انهار واتوسل إليك أن تعود ..

كنت قوياً كفاية لتصارع عجزك وتقف مجدداً على قدميك، وكنت قوية كفاية لأصارع اكتآبي وانكساري وأقف مجدداً على قدمي وأواجه الحياة بابتسامة. لقد نجا كلانا من مصير مشؤوم، وبات لكل منا حياة جديدة، وأحلام فتية يعيش على تربيتها برفق حتى يفرح بها عندما يحين موعد تخرجها ..

لقد سامحتك، فقلبي لم يعكره يوماً سواد الحقد. لكن هل سامحت أنت نفسك على ما ارتكبته بحقي من جرم وآثام؟!

تلك الحياة التي كنت أراها بالأسود والرمادي عندما رحلت عني، أراها اليوم مشرقة بالألوان، ولو عاد بي الزمن إلى ما مضى .. سأعود لأحبك، وأعود لأعيش معك كل اللحظات التي عشناها، لكنني سأغير الخاتمة، إذ أنني سأودعك برغبة ملحة بالبكاء وسأبكي ليوم واحد فقط .. وسأكتب لك كل تلك السطور التي وددت كتابتها وبعدها سأغلق عليك باب النسيان وسأغفر لك!

ربما نلتقي صدفة، سيعود إليك القرار إذ ما رغبت في إلقاء التحية علي، أما عني فسأتبسم لك كحسن نية واضحة، لأخبرك أنني تصالحت تماماً مع ماضينا، وأنني بكل روح محبة تقبلت نصيبي .. وإذا ما تملكتني الجرأة سأطلب منك أن تعزف لي مقطوعات رومانسية، لأن لحن العتب لم يعد يهز قلبي ..





   نشر في 01 نونبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا