لطالما حكم أمريكا حكام وصفوا بالسياسيين في ميزان القرارات العالمية حتى و لو مثلت أمريكا على مدى قرون خلت كشرطي العالم يتحكم و يدير و يصدر الاوامر ، يبقى أن رئيسها الجديد السيد ترامب تفاعل بشكل نرجسي مع قضية القدس ، و لم يلتفت لغضب الشعوب الاسلامية عبر المعمورة كاملة ما يجعل ميزان القوى يتأثر عالميا بهكذا قرارات ، فحتى لو خذل بعض الحكام العرب مصير فلسطين في السر يبقى مصير اسرائيل ثابت في الزوال على نحو سنة 2027 ، سنة الله في ملكه لا تتغير و القرآن الكريم يحمل تلكم الدلالات في مواضع كثيرة ، و ما استعجال اعلان القدس عاصمة لمن لا عاصمة له انما هو خوف مبطن من أمور داخلية تقض نوم الحاكم و تجعله يتصرف بإصدار قرار يلهي المتابعين عن نرجسيته و يغطي على هفواته ظنا أن القدس سهلة الافتكاك ..
كمسلمين نؤمن ايمانا قاطعا أن مقدساتنا محفوظة بقدر العلي القدير و كعقلاء نعي جيدا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بمثلها فقد وعت الشعوب العربية و الاسلامية منذ احتلال اليهود لفلسطين أن الاسلام عريق في مقدساته و لا سهولة للمساس بميراث الأنبياء ، فقط لا نخش قرارات توحي بالهيمنة لأن معظم هكذا قرارات سياسية انما هي بدافع الخوف من أمور اكثر خطر و أعمق اضطراب بداخل البيت الأبيض و الذي ستظهر عيوبه للعلن مع مرور الوقت لأن دخان نار الغضب لا يطفئها إلا ظهور الحقيقة ، و نرجسية القرار لا يسكتها إلا استسلام و اعتراف بالفشل ، فشل ادارة السياسة العالمية المهيمنة ، مسألة وقت و كل الأمور ستتضح ، فصبر جميل و الله المستعان.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية