لازال العنف يهدد الأسر و المجتمعات - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لازال العنف يهدد الأسر و المجتمعات

  نشر في 09 ديسمبر 2018 .

حينما تواجهك المشاكل من كل جهة و لم تستطع مقاومتها أو التخلص منها وحينما تثور و تبدأ تصرخ بصوت عال ويقودك الانفعال الى العنف والانتقام فاعلم أنك في آخر المطاف سلكت طريق الهلاك.

حوادث القتل، الاختطاف،الاغتصاب، التهديد بالسلاح الابيض، السرقة، البطالة، العنف، سوء المعاملة مع الآباء والأمهات والجيران والمدرسين.

الجهل،الانتقام، تداول الأفكار السلبية السوداء، معاشرة اصدقاء السوء، الانتحار،القلق، العنف ضد الأصول، الإدمان على المخدرات، الانحلال الخلقي و غير ذلك من افعال إجرامية خطيرة.

كيف يعقل أن يقوم تلميذ بمهاجمة معلمه داخل القسم أمام زملائه وهم يشجعونه على عمله العدواني. لمن يوجه اللوم؟ للمجتمع ؟ للأسرة؟ للشخص نفسه؟

هذه الظاهرة أصبحت صراحة تقلق المجتمع بصفة عامة.

إنها مشاكل بدون حدود و لا نهاية لها.

بعض الباحثين وعلماء النفس يبذلون قصارى جهدهم لفهم هذه الظاهرة الغريبة ومنهم من أوضح أن السبب الرئيسي يعود للنقص في التربية و التعليم .

ركز الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي جون ديوي على نظرية الإصلاح التربوي الذي دعت إليه المربية والفيلسوفة الإيطالية ماريا مونتسوري والتي تأثرت بأفكارها دور الحضانة السويدية ولا زال تأثيرها ساري المفعول إلى هذه اللحظة.

اما المحلل النفساني النمساوي سيغموند فرويد فقد تحدث عن غريزة العدوان، وأوضح أن العدوان غريزة أصيلة عند الإنسان لكن في نهاية القرن العشرين ومع التقدم في مجال علم النفس بدأت تظهر العديد من العيوب في كثير من نظرياته ومع هذا تبقى أساليب وأفكار فرويد مهمة في تاريخ الطرق السريرية و لا تزال أفكاره مقبولة ومرحب بها في بعض العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية.

و اعتبر الباحث و المتخصص في السلوك العدواني ألبرت باندورا بأن السلوك العدواني من الموضوعات المعقدة التي لا يمكن تحديدها من جانب الدلالة اللفظية .

اما لين أعطى تفسيرا يستنتج من خلاله أن العدوان فعل عنيف موجه نحو هدف معين و قد يكون هذا الفعل بدنيا أو لفظيا وهو بمثابة الجانب السلوكي لانفعال الغضب والهيجان.

اعتقد عالم النفس الأمريكي كارل روجرز أن الدافع الأساسي لأفعال البشر هو الرغبة في التحقيق الذاتي وأن المشاكل النفسية تأتي من عدم التلاؤم بين الذات والذات المثالية والذات العملية.

يقول مؤسس مدرسة علم النفس الفردي و طبيب العقل ألفريد ادلر هناك قاعدة تقول ان تحب جارك كما تحب نفسك وعلى البشر تطبيقها كما يتنفسون والا سيهلكون.

توضح الدراسات النفسية أنه قد تجتمع في نفس الشخص الميول للعدوانية ضد الغير وضد النفس في نفس الوقت و ليس من السهل أن تعرف الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى سلك طريق السخط و العدوانية.

الظروف القاسية التي يمر منها الشخص تؤثر لا محالة على سلوكه و غالبا ما يوجه اللوم الى اسرته بصفة خاصة وإلى المجتمع الذي يعيش فيه بصفة عامة .

و الحديث عن الفرد داخل المجتمع يسمح لنا أن نقول إن مجتمعات بأكملها قد مرت من حالات الخضوع لعنف كان له التأثير في بناء شخصية الفرد وكان بصفة مباشرة أو غير مباشرة عاملاً في ظهور الاضطرابات النفسية بين أفراد تلك المجتمعات.

و بالرغم من كل هذه التفسيرات التي أدلى بها كبار الفلاسفة و علماء النفس يبقى العنف ظاهرة خطيرة تهدد الأسر و المجتمعات و الأمم.



  • مصطفى توفيق
    معكم بكل تواضع مصطفى توفيق رئيس الإتحاد الدولي للصحافة والإعلام و الإتصال ، حاصل على شهادة جامعية بكلية ستراد كلايد بالمملكة المتحدة في المجال الصحافي و الإعلامي، حاصل على شهادة دكتوراه الفخرية في مجال الصحافة و الإعلا ...
   نشر في 09 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا