فيروس ارعب العالم باسره ، أخلى الشوارع والمدن ، اصاب اقتصاد الامم فأضعفه ، حسر الناس في بيوتهم ، ابعد بيننا وبين أحبائنا ،...
من منا لم يتملكه الخوف والرهبة منه ؟
كيف لا وهو من أرعب الصين بقوتها وتفوق عن أمريكا بفخامتها ، وجعل دول بعظمتها تستغيث وتطلب النجاة ..
هو فيروس صغير ، قضى على الكثير والكثير ، لا ندري أهو من صنع البشر كما يدعي البعض ، سلاح هو لحرب باردة أم هو من صنع الخالق ... ، كل ما نعلم انه اصاب البشر دون سائر الكائنات ، اصاب المخلوق الاكثر طغيان في هذا الزمان ، اصاب من ظن انه ذو جبروت وقوة لا يهزم ، و قد هزمه بالفعل فيروس لا يتعدى قطره بعض ميليمترات ، افزعه ، جعله يتخلى عن حريته و واجباته ...
عبرة هو ، درس من دروس الحياة محظوظين اننا عِشناه وتعايَشنا معه ، ..
الوقت الراهن الذي نعيشه الآن ليس كباقي الاوقات ، ولايجب ان يمر مر الكرام ، .. يتوجب علينا التدبر ، التأمل ، مراجعة النفس والذات ، لِم اصاب البشر فقط ؟ ماذا فعلنا نحن لنعاقب !؟
حقيقة قد فعلنا الكثير والكثير ، قد تركنا ديننا وهو عصمة امرنا ، قد طَغينا وظننا ان لا احد يقدر علينا ، قد أخدتنا الدنيا وشهواتها ، قد تملكتنا الأنانية وحب الذات ، قد وصلت بنا السذاجة والوقاحة لإيذاء الطبيعة والحيوانات ، قد قد قد ... ولو بتنا نُعد ما فعلناه لا ننهيه ...
في ظل هذه الازمة في عز هذه الظروف ، في زمن هذه الجائحة وجب التغيير ، هو وقت التحول ، وقت التصالح مع الذات ، وقت تهذيب النفس ، وقت الرجوع للصواب ، وقت معالجة ما يمكننا سواء فينا او في من حولنا ، لا اعلم لما الكل قلق ، غاضب من هذا الزمان ، هي فقط ايام ، شهور او حتى اعوام ستَمر ، فلا تدعها تمُر وتندثر هباء منثورا ، اجعلها وقتا ثمينا وقتك للتغيير ، استغله لكي لاتندم عليه لا نود الرجوع لطبيعتنا السوداء بعد هذه الجائحة ، فلنجعلها منطلق لحياة جديدة.
واخيرا ، حفظنا المولى واياكم من هذا الوباء وحفظ المقربين لنا وجميع المسلمين ورفعه عنا سبحانه عاجلا غير آجِل .
-
DouNiaهاوية وكاتبة مبتدئة