إعمار الأرض 2 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إعمار الأرض 2

سلسلة مقالات عن مشروع قومي مصري

  نشر في 09 أكتوبر 2019 .

أستكمل معكم ما بدأته في المقالة الأولي , وأبدأ من حيثيات إقامة المشروع :

لقد أصبحت حتي العمالة الماهرة والعقول المتعلمة تصدر للدول العربية الغنية لإقامة الاعمال والمشاريع التنموية القائمة هناك والاشراف عليها والعمل فيها وليس لمصلحة بلدهم الام , التى أصبحت وطن يجوع فيه صاحب الشهادة ولا يجد الا العمل في غير مجاله , واصبح الموظف الحكومي مطمئن بحصوله علي الوظيفة الحكويمة التى لم يجدها غيره من الشباب حتى المؤهل منهم ومطمئن انه سيقبض راتبه اخر الشهر حتي وان كان لا يعمل ..

والكل في الوادي والدلتا الضيقين الذين اصبحوا مثل قطار درجة ثالثة مزدحم علي أخره ولا يكفي لأحد اخر , الكل يقول للأخر انزل لا يوجد مكان لتجلس , هكذا اصبحت مصر , حتى المدن الجديدة وهي معدودة مثل شرم الشيخ وطابا والغردقة ودهب , وكلنا كمصريين نعرف ان ليس جميع له عمل في هذه الأماكن اذ انها مدن سياحية صرف ليس فيها مجال اخر للعمل فهي فقط كافية لذوي الحرف المعدودين الذين اخذوا اماكنهم بالفعل والقلة التى تتحدث لغات , وياليتهم كلهم يتحدثون اللغات بطلاقة أو حتي يعاملون السائح بصورة جيدة..

هكذا مصر الأن حتي وبعد ثورة كانت أمل لشباب حالم لم يكن له خطة ولم يكن عنده نظام بديل يقدمه ولا قوة كائنة يمكنه ان ينافس بها القوي الموجودة والمسيطرة في البلد , ولهذا بكل ببساطة فشلت الثورة , واصبح الجهال يقولون انها مجرد محاولة فاشلة وانها كانت بلا جدوي..

لقد كنت دائماً انظر للمساحات الكبيرة من الصحراء بينما استقل السيارة وانا في طريقي للقاهرة من بني سويف او حتي المساحات الشاسعة من صحراء سيناء المهملة هكذا لا يقوم احد ولا يفكر ولن يفكر بالاستفادة منها بأى صورة , لأنهم ربما تناسوا ان هناك امر من الله سبحانه وتعاله بانه نعمر الأرض , او لم يقم ابراهيم بسكني ارض جديدة وعمرها وجعل من قومه امة تسكنهاتفاد من خيراتها حتي فى وقت لم يكن هناك وسائل مثل وسائلنا الحديثة ولا علم يشرح كيف نستفاد من الأرض الصحراوية وكيف نصنع مجتمعات جديدة حية , ليست الدولة هي المسؤولة عن اقامة هذه المدن بل الشعب , اطلب من هذا الشباب والشعب الذي نام علي ارصفة ميدان التحرير ان يقوم بتعمير الصحراء ولن تتعجب من النتيجة , اطلب من ابناء رجال اكتوبر وجنوده الذين رووا ارض سيناء , اطلب من ابنائهم ان يذهبوا الى نفس الأرض باقل الموارد (مثلما فعل الاباء) ولكن هذه المرة لعمرانها وانظر ماذا سيفعل..

انك يا سيدى في بلد قادرة ان تنمو مجدداً وان تقوم مجدداً , وان تصنع وتزرع وتنتج وتبيع وتتاجر وان تبدع , وهذا ما يعرفه اعدائنا لهذا يقومون بكل محاولاتهم لكي لا يقوم المارد ..المصرى , إن كنتم قد نسيتم ..

ان هذه الأرض ان اردنا الإستفادة منها العلم والتكنولوجيا والخلفيتنا الثقفاية والفكرية قادرة ان تعيننا ولكن يجب ان نضع خطة ومنهج نسير عليه في تعمير هذه المساحات , ليس بالمعني المنهج العلمي لأن هذا بمعونة اللله ما سوف نتطرق اليه في الاجزاء القادمة , ولكن المنهج السياسي والعقيدة السياسية التى ستبني عليها بنية الاساس في هذه التجمعات ..

وعندنا التاريخ لنستفاد منه في هذا الأمر , والتاريخ يقول لنا أن من قام بمثل هذه التجارب كما سبق وذكرت كانت الحكومات الشيوعية بألاكثر والتى قامت بانشاء نظام يسمي بالكوميونات الاشتراكية الزراعية والصناعية , وقد كان هذا في الإتحاد السوفيتي منظم أكثر من دلو أخرى مثل الصين التى لم تكن قد درست ورتبت أفكارها جيداً فسقطت الشيوعية فيها وفشلت , ولكن لا يمكننا ان نأخذ أو نحتذي بتجربة الاتحاد السوفيتي الذي كان دولة ديكتاتورية حتي وان كانت ديكتاروية الليبورتاريا والذي كونت من رجال الحزب الشيوعي فيها ورجال الحكومة ديكتاوترية ابغض من ديكتاتورية الأقطاعيين وهو أمر يعرفه كل دارسي التاريخ جيداً ولهذا فلا يمكننا فى تجربتنا الوليدة واملنا المنشود والحلم الذي انتظره كل جيل في مصر أن نأخذ بتجربة دولة ديكتاتورية اسقطها شعبها فيما بعد ..

وكانت هناك الكوميونات الاناركية والتى من رأى الخاص قد نجحت نوعاً وكانت في اسبانيا وسقطت بفعل الفاشيست المتكابلين عليها وبتمويل من الاتحاد السوفيتي , ولكن ايضاً للا يمكننا الاخذ بالتجربة الاناركية في مصر لأسباب كثيرة , أهمها أننا نحتاج لتنظيم ولبقاء الدولة في مصر اكثر من أى دولة أخري , والسبب الأهم أكثر أننا اذا ااخذنا بتطبيق الاناركية اولاً علينا اسقاط الدولة وهذا ما سيرفضه ليس فقط النظام بل حتي والدول الامبريالية الكبري ونحن لسنا قادرين علي مواجهتهم كشعب , ربما نحتاج أكثر إلي بناء بلدنا في ظل الدولة ...

إن أردنا حقاً تطبيق أو وضع منهج تقوم علي افكاره ثورة مصر الحديثة وبناء هذه البلد ينبغي ان نتمثل مع التعديل علي هذه التجربة التى حدثت في قارة بعيدة تسمي أمريكا وبالتحديد في الولايات المتحدة عند بداياتها وكانت هذه التجربة بكل بساطة هى تمليك الاراضي الصحراوية للشعب , لكل عائلة قطعة أرض يقوم بإستصلاحها , ولكن اود أن أقول أننا في القرن الواحد والعشرين وفي مصر سنقوم بالاتي :

أولاً الدولة مسئولة بأجهزتها ووزاراتها وجيشها بإقامة البنية التحتية لمثل هذا المشروع من حفر ابار مياه جوفية صالحة للشرب وعمل خطوط ري للأراضي وكذلك مد خطوط كهرباء, وتوفير وسائل نقل أو حتي تنظيم مواقف للسيارات الاجرة كخطوط من والى المدن الجديدة , واخيراً القيام بتأمين هذه المدن أمنياً وخاصة في بدية اقامتها حتي لا يقوم المجرمين واللصوص بمهماجمة السكان الجدد في مثل هذه الأراضي المنعزلة نوعاً ما عن باقي الاراضي وذلك بإقامة حتي نقط شرطة صغيرة في كل مدينة جديدة .

ثانياً تقوم الدولة بتخصيص وزارة منفردة لتقوم بالاشراف علي اقامة هذا المشروع الوطني العملاق مثلما حدث في مشروع السد العالي علي الاقل لحين الانتهاء من تعمير الأراضي واقامة القري والمدن والمحافظات الجديدة , ويكون اختصاص هذه الوزارة التنسيق مع باقي اجهزة الدولة لتسهيل عمل كل ما يخص المشروع من تهيئة البنية الاساسية ومراجعة الطلبات وتسليم الأراضي..الخ

ثالثاً كل عائلة تستلم جزء من الأرض بناء علي ما تطلبه الاسرة في الاستمارة التي تستوفيها وتقدمها للجهة المختصة مقدم فيها النشاط الذي ستمارسه الاسرة في قطعة الأرض وما هي المساحة المناسبة لمثل هذا النشاط او بتوزيعها بالتساوي وفي هذه الحالة ليس هناك اي استثناء لأي فرد أو اسرة مهما كان مركزها أن تأخذ قطعة من الأرض أكبر.

رابعاً تثقيف الشعب بكل ما يخص اقامة هذه المدن والتجمعات من الناحية الدينية تأمر بذلك إلي واجبنا في معاونة الدولة علي تنفيذ المشروع وايضاً تعريفهم بان هذا المشروع لهم ومن اجل الاجيال القادمة وتعريفهم بكافة ما يخص الفكرة بكل شفافية مطلوبة في مثل هذه الأمور , اذ ان التثقيف وتعريف الشعب أو بمعني أخر اشمل الثورة الثقافية المطلوبة في مثل هذه الحالات من البدء في النهوض بالبلد والتطور الفكري والمنهجي والثقافي كل هذا يتطلب ثورة ثقافية , ان حمل كل مواطن كتابه وقرأ , عندها سنطمئن ان هذا المشروع وأكثر سينجح.

خامساً مطلوب تدريب واعادة تعليم مهني وفني لكل افراد الشعب وذلك بتنظيم دورات تدريبية مخصصة في المجالات التى تجد الدولة انها مناسبة لتكون في التجماعت الجديدة من : زراعة , صناعات خفيفة , تجارة , استخدام الات..الخ وهذا التدريب هام جداً لاعادة تعليم الشعب ليكون مهيء للعمل في البيئة الجديدة بمهنة جديدة لها أهميتها , ويكون الاشتراك في هذه الدورات كلاً حسب ميوله واهتماماته فهناك العامل الذي سيقدم في دورة تعليم الزراعة لانه يحب ان يكون مزارع ويكون صاحب مزرعة في الأرض الجديدة وهكذا .

سادساً هذه المدن الجديدة ستكون قائمة علي الترتيب التالي , قري , مدن , محافظات , ويكون كل تجمع من العائلات (يكون اختيار العائلات في مكان واحد عشوائي وليس علي أساس معرفة او صلة قرابة) في مكان واحد اساس عمل انتخابات محلية بين السكان لترشيح اكفأهم وافضلهم كعمدة ثم رئيس بلدية ثم محافظ.


  • 1

   نشر في 09 أكتوبر 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا