أنظروا .. يبدو خطيئة أن نحاول إقناع أحدهم أننا لا نريده بالفايسبوك .. إنهم يجعلون من الأمر حساسية خطيرة يحاصرونك في كل مكان .. تهرب منهم و في زاوية الشارع تراهم قد وضعوا كمينا لك فتضيفهم و أنت تسبّ الطقس و تكفّر المجاملات و تشتُم الغباء ..
نعم أشدّد على الغباء الذي يجعلهم ثقيلين كوجبة دسمة في أرض تنعدم فيها الشويبس و والماس ..
إنهم أناس لا تكفيهم متابعتك فقط .. قد تلتقيهم و لا يلقون التحية أصلا أو قد ينشغلون بالنظر في لافتة إشهارية لزيت المائدة ..
هناك أصدقاءك بالعمل و جيرانك و عائلتك أووه العائلة هذه الهضبة الخطيرة .. إني ألجأ إلى قدرتكم لتفكّوا هذه اللّعنة الصغيرة .. لماذا يتدافع أفراد عائلتك ليكونوا أصدقاء لك بالفايسبوك و لماذا يراقبونك بفضول جارة جديد أو بتحرّيات مكثفة لعميل استخبارات .. لماذا تحسهم في مهمّة مفتوحة و لن يذهبوا في حال سبيلهم أبدا
لا زلت لا أفهم لماذا يجب أن نملأ الفايسبوك بأناس نعرفهم و آخرين نجاملهم حتى لا نكسر بخاطرهم ..
إن كتبوا تعليقا و نسيت أن تضع عليه إعجابا أو تجيب عنه فاعلم أن حسابك عسير، قد يُفضّ لحظتها و قد يجمعونه لك كما كانت تجمع لك أمّك حصّة من السّلخ و القرص في الأماكن الرطبة من جسدك، هم يفسدون حياتهم و يأتون بحسن نيّة ليفسدوا حياتك من دون قصد..
أفكر كثيرا لماذا يجب أن يكون الفايسبوك مملوء بأناس تعرفهم و يعرفونك و سبق أن مللتُم سوية خارج الحاسوب، مجرد هذه الفكرة و مواجهتها و محاولة إقناع الآخرين بالأمر بعيدا عن الحساسيات كارثة ..
الفايسبوك فرصة لنجد أصدقاء ليس من السهل أبدا إيجادهم بسهولة خارجه .. تستطيع أن تلتقي أناسا مميزين .. تحبّهم و تعترف لهم بذلك دون أن تحتاج لبودرة.. تلتقي صغارا و كبارا، مقبلين على الحياة و سوداويين، قد تجد مترجما يعمل بالمجان و بائع مخدّرات حلال و شعراء يهطلون ليلا فقط و علماء يفيدونك في عجائب الليثيوم و الاستشعار الفضائي و مختصّين في التاريخ و مهووسين بالآثار و أساتذة بعلوم الاجتماع و مجانين يضعون نظريات تبعث الخدر في حواسك، هناك منظّرون و أصحاب نكثة بارعون و مراسلون أحرار و ذووا حس فكاهة كوسموبوليتي ..
هناك كمية هائلة من المادة الرمادية هنا يمكن أن تجعل زيارتك له مختلفة عن تسكعك بالشارع .. المزيد من أناس لن يضيفوا شيئا لمخزونك و ذكاءك و مزاجك لا يعني شيئا سوى أنك لا تستفيد من حياة ثانية منحت لك ..
أرجوكم لنوفّر بعض الدراما !!
-
السعدية بن التيس ( صحيفتك فملأها بما شئت )علمية التخصص .. أدبية الشغف !
التعليقات
مقال جميل , في إنتظار كتاباتك القادمة .