خيانة الكاتب مرتين : خيانة قلم و خيانة مرأة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

خيانة الكاتب مرتين : خيانة قلم و خيانة مرأة

الحب و القلم إلى أين ؟

  نشر في 27 أبريل 2020 .

ذا سيكون إحساسك عزيزي القارئ إن كنت كاتبا تهوى التحليق على أجنحة الكلمات و المعاني والانتقال كنحلة دؤوبة بين رحيق شتّى المواضيع الأدبية التي يمكن أن تلهمك كالفنّ و الجمال و الفلسفة ؟

ماذا سيكون موقفك إن مُزّقت هذه الأجنحة وسقطت أسيرا للتكرارية و سَورات الغضب و الأسى التي ستنتابك مع كل قطرة حبر تنثال من أصابعك لتخطَّ على جسد الأوراق الطاهر قصة إمرأة خائنة ؟

هذا هو أنا : كاتب لم يعد يُحكم الوثاق على قلمه، هذا القلم الذي أصبح يراوغ به في غياهب الحب والخيانة. حيث أنني منذ أن عرفتكِ لم أعد أُجيد الكتابة عن كل المواضيع التي كانت تستهويني .صرتُ غبيّا عاجزا عن تحريك خاصرة القلم سوى عند مروركِ بذاكرتي. هذا المكان الذي حتما تعرفينه أكثر مما تعرفين نفسكِ، هذا المكان الذي سكنتِ فيه منذ أن رأيتكِ و لم تغادريه رغم سواده و الغلسِ الذي يغزوه.

ظننتكِ المرأة التي كُتب اسمها مع اسمي قبل البعث في اللوح المحفوظ واعتقدت أنّك نسيم الأصيل في الربيع الذي سينثر البذار في أرضي الجرداء.

رأيتُ فيكِ "افروديت" إلهة الحب و الجمال اليونانية التي ستسكب في كأس الشمسِ القمرَ. صرتُ أكتب ليلا نهارا عن "وطن لا تتجاوز مساحته حدود كتفين" على حد عبارة غسّان كنفاني معتبرا إياكِ وطني الذي لن يخدعني أو يطعنني من الخلف. كنتُ أحلم بلون بشرتك السمراء وأستفيق عند حدود قلبك الأخضر مستجديا القمر عابرا السديم مهتديا بنورك الوضّاح. لازلتُ أذكر عيناكِ المطليّتان بالعسجد و الدرّ و المرمر الذي يظطرم في حدقتيكِ المكوّرتين تحت رموشك التي لم تكن سوى ستائر تجلّل بحار فقدتي و قهري و وحدتي.

لا أدري كيف لعنكِ القدر فجأة و قمتِ بخيانة رجل جُبِلَ على الولاء لكِ، رجل يعدّ المسافة بين منزله و مقرّ عمله بعدد أغاني الزمن الجميل و القصائد المتيّمة!

لم تكن خيانتك لي مع رجل لا يفقه من الأدب أو الفنّ شيئا كافيا فمحوتِ كل حروفي و مزّقتِ دفاتري وأعدمت شقائق النعمان و أزهار التوليب التي ذوَت ويبُست ثم قمتِ بإطفاء تُرس الشمس الغاطس في سحر وجمال في مياه المتوسط. لقد جعلتِ أرضي يبابًا و سبخاتَ ملحٍ أين أجرجر بؤسي وأندب حظّي المتعثّر و لذلك سأجردّك الآن من كلّ حرفٍ كُتب لكِ من أجل أن تصبحي ظلا من دون لون، شكلا دون هيئة، صوتَ نفيرٍ دون نغمات، زهرة خزامى متعفّنة مسافرة مع شهقات ندى روحي المتعذّبة ..

أُريدك أن تعلمي أنّه مهما شطّت بنا الدهور فإنّ الأمل سيشبّ من جديد في قلبي و سيعود شبق قلمي لينتفض و ستتفصّد قطرات النّدى من الأزهار التي أعدمتِها على جبيني و أوراقي في ربيع الأبجدية القادم .سنلبس معاطفنا الورديّة و نتأبط أحلامنا ثمّ نعود للرقص من جديد على أنغام الكلفِ و الحياة !



   نشر في 27 أبريل 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا