في إحدى الرحلات السياحية جلست في مقهى وجالسني في الطاولة المقابلة رجل يلبس بدلة رسمية كالتالي يرتديها بعض ساستنا العربية في المؤاتمرات الدولية ، وحذاء أسود يظهر بعض ملامح (وجهه)، تبادلنا النصائح عن رحله فارغه من حنينها وعن بعض ليالي شاحبة في المنطقه وبين ضوضاء الدخان وموسيقى هادئة ، تدرج الحديث إلى الثقافة ومعناها من مثقفون يمارسون البصارة في إلقاء بعض ومضات الشعر الكاذبة من جرح هزيل اصبهم ، وعن فنانون هائمون في ألوان لوحاتهم الشاحبة ، وعن بعض الكُتب والصحف وأقلامهم الجاهزة ، دعاني إلى معرض لوحات فنيه في نهاية الشارع ، قلت له هل يمكن المشاركة في المعرض أنا رسام ،
فـ بُهت الذي سأل ، وجاوبني بلغة هذا البلد "raisonnable" ! بمعنى معقولة . قلت نعم لكن أرُيد أن اشارك في لوحة واحده فقط ولا تضع لي
(( ستاند )) للمشاركة يكفيني أن أحملها بيدي كـ باقي من حمل هذه اللوحة واتجول بها في انحاء المعرض . جاوبني ببتاسمة خلفها شيء من الإستغراب
! "ça ne fait rien"
ذهبت إلى المعرض وأنا أحمل اللوحة ، استقبلني وقال لي هل تُريني لوحتك ، قلت هل يمكنني ان اشرح معنها قبل العرض أمام الجمهور ! بين حالة فضول و تخوف قال تفضل .
في هذا اللوحة يا اصدقاء الفن والإنسانية تجدون طفل ولأنني اخترته من بين ست مائة طفل محروم من التعليم ، طفل مُعين لوالدية ترك الدراسة وعانق ارصفة الشارع بجميع فصولها من أجل لقمة عيش ودواء لوالدتة التي تعاني من امراض عده ولا يجد علاجها إلا في العيادات الخاصة ... جاوبتني أحدى الموجودات "شي ماساوي "، اصمتي سأكمل ، ولأن بعض الحقوق الإنسانية منهوبة من هذا الطفل وغيره من أطفال هذه الفئة الذين ينتسبون لمجتمع مبني على احكام و قوانين ، دون أن اتفهم واقعها وحقيقتها ،،،" بس"
لن أكمل شرح هذي اللوحة لأنها ناقصة من بعض ألوانها ،،، ما اصعب أن يكون الإنسان رقماً هامشياً في الحياة .
ريَسَان
النص وليد سنة جديدة ، واتمنى أن يتحقق حلم "البدون" كباقي البشر ، من غير وعود أعضاء مجلس الأمة قبل الإنعقاد وبعده ، تحية و إجلال لكلّ من ناضل بأسم هذه الفئه المستحقه لحياة كريمة ..
كتاتيب البدون هنياً لكم تقاسمتم مهنة الأنبياء ...
-
نايفطفل لا يشبه الذين يكبرون بسرعة ...