خاب كل من تولى و خاب كل من تخلى و تلهى.
أذكر أنني بدأت مشواراً فكرياً قطعته منذ سن مبكرة ، كل الأسئلة تكدست في عقلي و وجدت الكثير من الأجوبة الحقيقية بالفعل و لكني الآن أقف شاهدة على جريمة اقترفت بحقي ، لن أقول بحق البشرية أو الإنسانية أو المواطنة و لكن حقي كفرد.
لم أعر التاريخ الكثير من الاهتمام إلا في ما يبدو أنني أحتاج العودة و النظر إليه من شخوص و أحداث و لا أؤمن بموثوقية نقل التاريخ ، أي غبي ذلك الذي يصدق التاريخ بسهولة ؟ إن الأحداث التاريخية التي عشناها بدءاً بالقضية الفلسطينية و حتى الحادي عشر من سبتمبر و احتلال العراق و الثورات العربية زور تاريخها و أحداثها و نحن من شهدناها أحياء! أ تقنعني أن أبعثر عمري في قراءة التاريخ؟
لست بصدد دفع ذاتي إلى وجع الرأس مادام ليس هناك ما يدعوني لتقليب الأوراق و تمحيصها لأن هذا ما سيحدث بالتأكيد.
جربت الكثير في حياتي بشكل مغاير و بشكل قد لا يتوقع شخص يعرفني أنني يمكن أن أكون هذه الإنسانة التي تجرب أو تفكر بهذه الطريقة ، أتفهم الناس و لا أريد استعلاء عليهم فإن مَنَّ الرحمن علي بعلم فذلك العلم بمقدار، فلا أخبره إلا لأصحابه و لقد بحثت دوماً و فتشت عن المعلمين في حياتي، معلمين في كل شيء و أي شيء ،و كل ما في الكون أعتبره معلماً لي و تعلمت كي أجعل المعلم يثق برجاحة عقلي و صدق عزيمتي و صفاء نواياي فعُلمت على أيديهم مما أسروا علماً ، لا بخلاً و لكن ليس كل علم مشاع !
المعلم لا يبحث عن إيمان به , بل لا يبحث عن إيمان بحكمته , لأنها أنانية بشكل ما , بقدر ما يريد أن يصبح تلميذه حكيما . أو لنقل ان الحلم الأول للمعلم هو أن يصبح تلميذه معلما .. و إلا لن يستحق صفة المعلم و صفة مثالية جمعت النبي والثائر .
― عبد الرزاق الجبران
تماما كما هي الخصلة الوجودية الأهم للأنبياء جميعا مع الناس ، المتمثلة بــ ( لا نريد جزاءا ولا شكورا ) .. لا يبحثون عن مريدين ولا صحابة ولا جماعة يحمونهم أو يمجدونهم .. لاكتفائهم بمجد الله .”
هذه إحدى مساوئ التكنولوجيا أنها رخصت العلم بتداوله وجعلت استخدامه في الشر عن طريق تجاهله أو نقله بلا حكمة أو لمن هم ذو نوايا خبيثة فساهمت في استخدامه في ما لا يراد و لا يرام ،بل فيما يريق الدماء و يبكي الفؤاد و يشتت المجتمعات و يتجاهل حاجات الأفراد.
كل حلمي ، أن أتعلم لأعلم ، أريد أن أكون معلمة أتتلمذ دوماً، لا أريد أن أكون طالبة فذلك أقل من طموحي بكثير ، أريد أن أكون معلمة طوال حياتي و أن أستمر في التعلم و التلمذة على أيدي جميع المعلمين بتواضع و فهم و كثير من الامتنان.
هذا عام التخرج من كليتي و الدخول في مرحلة تقت لها كثيراً ، سنة الامتياز و تفرغي للأهداف الحقيقية في حياتي فلم أعتبر كليتي يوماً هدفي و لن تكون فما أكثر الأطباء و أندر الحكماء ، كان الطبيب يسمى قديماً حكيماً و قد كان كذلك فيجيبك على كل شيء و يداويك .
ماذا سأصبح؟ إلى أين أتجه؟ كل تلك الأفكار المتأججة في صدري متى سأرويها ؟
أنا جاهزة للاستمتاع و للانطلاق، و أهم شيء للتعلم و التعليم .
دمتم بخير و عافية.
-
آيــآشخصٌ يحتضن ذاته برفق ~ مهتمة بالفنون ككل و بالكتابة.