روبيرطو باجيو : صاحب الذيل الإلهي Divino Codino!
بقلم : بــــدر غياتي
نشر في 07 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
منذ نعومة أظافري، جمعت صوره ومعلومات عنه دون تردد! يشير إشارة بأصبعه إلى أعلى الملعب محييا الجمهور، بعد أن يسحرهم بتمريرة متقنة لزميل .. أو بعد أن يركن الكرة برسمة فنان مذهلة في شباك المرمى ...
وجه ليس غريبا بالمرة، عينان مشعتان بارقتان، ذكاء حاد، رشاقة قل نظيرها، قامة متوسطة 1.73م، جسد نحيل يصنع الأعاجيب، نتذكره بالأمس، حين وصل السماء بالأرض بكرته الطائشة النائشة فوق العارضة الأفقية ل''طافاريل'' البرازيلي، ضربنا بمعيته موعدا مع المتعة، مع مراوغاته الفذة وانسلالاته الذكية ورشاقته المبهرة ... كان القصير المهاري في دوري النجوم، حديثنا الشائق بالطبع عن اللاعب الألمعي الإيطالي الشهير روبيرطو باجيو Roberto Baggio، الأنيق خارج الملعب وداخله .. سلاح فتاك أمام مرمى الخصوم، من اللاعبين القلائل الذين مروا في الفرق العتيدة الثلاث ''جوفنتوس وميلان والأنتر''، عاصر النجوم من طينة بييرهوف ومارادونا وباتيستوتا وزيدان ورونالدو وزامورانو وفيالي ....
فاز بالقلوب ولم يفز بكأس العالم 94 لمصممها مواطنه '' سلفيو غازانيغا"، كان عراب الموكب الإيطالي آنذاك، مع نجوم كبار مثل ''باريزي وكوستاكورتا ومالديني وسينيوري ورافانيللي ... وباليوكا" وغيرهم .. يتقدمهم ''أريغو ساكي" ... وشارك في مونديال 98 في سن 32 فكاد أن يبلغ المراد لولا ركلات الترجيح ثانية أمام ديكة فرنسا ... إنها حظه العاثر ثانية ..
انتقل بين الفيولا Viola ''فيورنتينا ACF Fiorentina'' و''الأسود والأبيض: البيانكونيري Juventus''، و"أ.س. ميلان A.C. Milan" وغريمه ''الأنتر F.C. Internazionale Milano"، تاركا الجماهير تذرف الدموع جراء فراق ''الكابوكانونييري Capocannoniere".
إنه الإيطالي البوذي بعد أن اعتنق ديانة بوذا، فمارس طقوسها الخرافية فوق المستطيل العشبي، و عزم أن يترك الذهول والدهشة داخله وخارجه ... رغم إصاباته العديدة، وكما كان يقول دوما، بأنه كان لاعبا بقدم ونصف، فماذا لو لعب بقدمين كاملتين ... إنه الكاحل الملعون .. عدو اللاعبين! ورغم ذلك كان استثنائيا بدوري الأضواء، دوري مرعب تتحول فيه أرجل المدافعين المنصوبة مثل الفخاخ إلى مناجل حادة ..
صاحب التسريحة الغريبة، أعطته لقبا فريدا '' صاحب الذيل الإلهي .. Le divin à la queue de cheval أو Divino Codino " .. الفائز بالكرة الذهبية سنة 1993 بعد موسم رائع مع اليوفي ... أتذكر مراوغاته الهائلة لفريق تشيكوسلوفاكيا بأكمله من منتصف الملعب برشاقة الفهد، في نسخة مونديال 90 التي استضافتها بلاده، كأنه مارادونا جديد .. حينها أدرك الجميع أنه الشاب الذي سيشار له بالبنان مستقبلا، وهو الأحق والقمين بحمل المشعل ... مشعل منتخب الأتزوري ...وقد كان كذلك.
ترك ذكريات لا تخبو في الميلان وطورينو وبفلورنسا وكذلك ببريشيا .. فريق لعب له أواخر مشواره فأبدع ... واعتزل بخيلاء أسطوري لناديها اللومباردي ..
من حبي لك باجيو .. أكتب هذه السطور ... وأحييك أيها الأنيق الأزرق .. وأذكر لقاء اعتزالك مع اسبانيا ... فوقف لك الجميع مودعا سخاوتك التي كانت فوق العادة .. سخاوة القدم .. باجيو مودتي.
▬▬▬▬▬▬▬▬
©(بدر غياتي 2016)