بوابة الشرق - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بوابة الشرق

قصه قصيره (بوابة الشرق )

  نشر في 14 يناير 2023 .

خرج 'حارس' مسرعا من البيت بعد صفع والده له على وجهه، حيث جاء 'حارس' من مدرسته فهو في الصف الثالث الإعدادي ولم يباه بشيء سوى أنه يلعب مع أصحابه بالكرة في الشارع والذي كان مولعا بها ويعشق 'كابتن محمد صلاح' ويريد 'حارس' أن يصبح مثله

غير أن 'عم هلال'  والد  'حارس' وهو عامل بالحراسة بمنطقة الأهرامات بالجيزة والذي كان متعلقا بالحضارة الفرعونية القديمة، يريد أن ابنه الوحيد 'حارس' حارسا لمصر وتراثها وخيراتها ولذلك سماه 'حارس'.

اشتد النقاش بين الابن وأبيه ف 'حارس' يعشق كرة القدم ولا يرى فائدة في الآثار الفرعونية ، صفعه 'عم هلال' فخرج 'حارس' حزينا غاضبا من البيت الذي يقع بقرابة منطقة الأهرامات وانطلق نحو (حارس مصر القديمة) 'أبو الهول' وكان قد حل ظلام الليل ليخفي بعض معالم المكان

وقف 'حارس' أمام 'أبي الهول' لينفث عن غضبه بصوت عال (إيه فايدة اني أحرس حجارة... انتوا مجرد حجااارة!) 

قال ذلك وهو يركل بقدمه حجرا صغيرا نحو تمثال 'أبي الهول' 

، ثم جلس 'حارس' بالقرب من مخالب التمثال وهو يتنفس بصوت عال تارك بصره للأرض وظل يردد (انتوا مجرد حجارة).

وضع حارس رأسه بين يديه وأغمض عينيه لحظة وإذا به في ظل سكون الوقت والمكان يسمع صوتا غريبا يشبه صوت سقوط مطرقة على أرض صلبة ثم صوت ك فتح بوابة 

ليرفع 'حارس' نظره باندهاش وخوف يبحث عن ذاك الصوت بحذر فيلاقيه بين مخالب 'أبي الهول' وإذ به سرداب عميق الظلام.

كان ما رآه يكفي أن يفزعه ليتراجع بقدميه للخلف هربا فتعثر في كومة من الرمال والصخور المحطمة والتي وضعها العمال جانبا بعد عملية حفر وتنقيب لم تنتهِ بعد.

سقط 'حارس' مرغما فانزلق للأمام داخل السرداب وهو يصرخ خوفا وكاد ألا ينتهي انزلاقه بالداخل ثم ارتطمت قدماه بحائط ضعيف، ليتراجع الحائط للوراء ويرى 'حارس' نفسه أمام ممري أحدهما يمينا والآخر يسارا، حيث اشتعلت المصابيح المعلقة على جوانب الممرات والتي تحتوي على مادة تتفاعل مع الهواء.

زاد المشهد من خوف 'حارس' وحاول الرجوع والخروج تكرارا من هذا المكان إلا أنه لم يستطع، وكان يعلم بوجود باب خلف تمثال 'أبو الهول' فمن الممكن أن تؤدي تلك الممرات إلى الوصول إلى الباب الخلفي والخروج منه ولكن أي ممر سيدخل فيه! اختار حارس التقدم نحو الممر الأيسر حيث إن لاعبه المفضل 'محمد صلاح' يركل أهدافه بالقدم اليسرى.

أخذ يتقدم خطوة بعد خطوة وذلك في حذر وخوف شديد وعيناه تلمع من بريق اللون الذهبي الذي يطغي على رسومات وأشكال الجدران وذلك في الممر الذي لا يتسع سوى ل بعض الأمتار القليلة

ولكن ماذا تعني تلك الأشكال ف حارس لا يفهم منها شيئا؟! ورغم ذلك شُبِّهَ إليه أنه رأى شكلا ك طبقا مستديرا بين تلك الأشكال، ومع المزيد من الخطوات رأى ذلك الطبق مرة أخرى على الجدران يجرونه بعضا من الناس الذين يتشكلون صفوفا متساوية متقدمون نحو الأمام

ظل 'حارس' يخطو ببطئ في دهشة من الأمر حتى وصل إلى ساحة مستديرة شاسعة مضيئة بالمصابيح التي كانت تضاء واحدة تلو الأخرى في كل خطوة يخطوها حارس، لينظر أسفل قدميه ويرى عمقا ليس كبيرا ولا صغيرا يصل به النظر إلى شيء لا يصدقه العقل فلم ير أحدا من قبل مثل هذا الشيء العجيب. إنه الطبق المستدير الذي رآه على جدران الممر في قاعدة الهرم الأكبر.

وإذا به يرفع رأسه للأمام ليرى سردابا آخرا بينه وبين مكانه مسافة واسعة عميقة ولكن كيف الوصول إليه؟

فتلفت يمينا ويسارا حتى تلاقى على يمينه ستة أبواب بجانب بعضها الآخر وهكذا جانبه الأيسر، وأخذ يتمعن بنظره لأعلى وأسفل وكل جوانبه وهو في حيرة من أمره ودهشة كبيرة لیشاهد كل الجدران من حوله مليئة بالأشكال والرسومات التي يغطيها لون الذهب أما في الأعلى فكان محيطه فارغا بعض الشيء غير أنه على صورة هرم أصغر قاعدته كانت الطبق المستدير.

ذهب 'حارس' يمينا حتى يعلم كيف يصل للسرداب الآخر ولم يكن لديه الفضول الذي يجعله يبحث ما خلف الأبواب الستة في كل جانب، كان يريد أن يخرج ويخبر أبيه بما رآه ليأتي معه.

عندما وصل أمام السرداب من الجانب الآخر انفتحت بوابته ودخل حارس اعتقادًا منه أن هذا الطريق سيؤدي به إلى نهاية المطاف ويخرج بسلام، إلا أن ما خلف البوابة كان سلم حلزوني يؤدي للطبق المستدير في أسفل المكان

نزل 'حارس' عساه يلاقي بوابة تخرجه من ذاك المكان الغريب ولكنه يلتقي بالطبق المستدير والذي يعلوه فوهة مغلقة ومزخرفا بالكثير من الأشكال الغير مفهومه بلون يقرب لألوان الطيف جميعها

مد 'حارس' يده على ذلك الطبق متعجبا ولمسه ثم حدث شيء يكاد أن يكون خياليا

انفتحت فوهة الطبق مثل تفُتح الزهور وخرجت منها مرآة مستطيلة الشكل تشع ضوءا أبيض لم يتحمله 'حارس' وأغمض عينيه لشدته ليتفاجأ عندئذ بأصوات كثيرة من حوله، فتح عينيه ليرى نفسه بين الكثير من الناس أطفالا، نساء، كبارا وشيوخا، يرتدون أزياء قد رآها حارسا على جدران الآثار الفرعونية، جميعهم يقف بجانب وادي النيل يهرولون ويتحدثون عجبا وأبصارهم نحو السماء ، يشيرون بأصابعهم نحو شيء ناري ضخم ليس له دخان أو صوت، هابطا من السماء نحوهم إذ إنه هو الطبق الطائر الذي رآه 'حارس' منذ قليل.

البعض على وجوههم الخوف الشديد وآخرون يقفون برماحهم والجميع على حذر.

أما 'حارس' فكان يرتدي مثل بقية الناس ولكن كيف... لا يدري كيف جاء هنا ومن أين وما الذي يحدث... لا يعلم شيء.

هبط الطبق الطائر على الأرض والجميع يترقبون بحرص، ثم خرجت كائنات لم يروا لهم مثيلا من قبل يشبهون البشر لكنهم ليسوا منهم أو مثلهم.

تقرَّب إليهم أحدهم لديه يدان وقدمان لكن بحجم أكبر من حجم الإنسان ورأسه طويل للخلف ويميل لونه للأزرق أما وجهه فيحمل عينين واسعتين جدا وله أنف وفم وأذن أيضا مثل الإنسان.

قام هذا الكائن بالتوجه نحو حاكم مصر القديمة على الهضبة التي بُني عليها 'أبو الهول' فيما بعد والذي دُهِشَ الجميع من معرفة ذاك الكائن بالحاكم رغم أن الحاكم لا يعرفه من قبل فتحدث الكائن الغريب إليه باللغة الفرعونية آنذاك وقال إنه جاء هاربا من كوكبه فإن كوكبه بدأ في اندثار الحياة طالبا اللجوء الى ارض مصر العظيمة خاصة حيث كانت تعطى ارضها بريقا من خارج الكوكب ' ثم عرض على حاكم مصر القديمة بأنه اذا وافق طلب اللجوء ف سوف يعلِّمه الكثير عن الفضاء الخارجي للأرض

أعلن الحاكم هذا الامر للجميع حيث أنه وافق على طلب اللجوء لهذا المخلوق في ارض مصر.

رجع الكائن الفضائي الى كوكبه ليأتي ب بقية عائلته ثم عاد الى الأرض في طبقين طائرين ، وتعلم المصريون القدماء بوجودهم علوم الفلك والحساب والكثير ايضا

و سجل ذلك احدى الاطباق الطائرة في ذاكرته العجيبة ، مقابل هذا عاد الطبق الطائر الآخر الى السماء في احداث غامضة واختفى لا يعلمون عنه شيء.

أما عن الطبق الاخر الذي بقي على الأرض ويحوي الكثير من الاسرار فقد خبأه القدماء اسفل ارضهم وسط مدينة صغيرة متكاملة تحوي الممرات والمتاهات السرية ثم تم بناء الاهرامات عليه

وبُنيَّ حارس مصر القديمة 'ابو الهول' لحراسة تلك الاسرار فإن معرفتها ستغير مسار العالم ويجلب للأرض الاندثار،

كما ان الحارس القديم ' ابو الهول ' تم بناءه متوجها نظره نحو الشرق أي نحو سيناء حتى يشير الى أن في الغالب سارقي مصر يأتون من هذا الجانب ...


(حارس ...حارس حارس ، جرالك ايه وايه اللي نومك هنا على مخلب ابو الهول)

كان ذلك صوت 'عم هلال' ابو ' حارس ' عندما بحث عن ابنه الذي لم يعود للبيت حتى الفجر

.


  • 1

   نشر في 14 يناير 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا