لأجل الحب سأكتب لا لأجل عيده..
الحب تلك المعجزة الكبرى .. الحب كلمة الفعل وفعل الكلمة.. الحب ذلك الشيء الذي لا يفسر نفسه إلا بنفسه وأحيانا دون كلمات.!في الحقيقة لا أرى الحب في هذا العيد الذي يسمونه عيداً أبدا.. لا أرى الحب الحقيقي في المشاعر الوقتية المؤقتة.. فأكبر عشاق التاريخ لم يحددوا يوما بل حددوا موقفا ثورة قرارا لأجل الحب ، كسروا الخوف .. لذلك لا يلفت انتباهي كثيرا مشهد حب بين شاب وفتاه في مقتبل حياتهم فقد تجمعهم المصلحة الدنيوية أو الغريزة أو حتى قد تكون مشاعر مؤقته ويكتشفوا بعد ذلك أنهم لم يعشقوا روح الشخص بل عشقوا " كماله" الذي ظنوه حقيقيا ، أو خافوا من مجتمعم أو رسموا حبيبا خياليا من أفعال مثالية ليست حقيقية ..أو حتى قد يكون هذا المشهد بداية لنهاية سعيدة أو غير سعيدة لا أحد يعرف ، قد يكون الشاب قد أحب مقاييس جسدها الأنثوية ورقة صوتها وقد تكون الفتاه أحبت مظهره أو وضعه الاجتماعي ، لا أحد يعرف.. لذلك أنا لا أصدق الحب الكامل بشكله لا أصدق الحب إلا إذا كان ناقصا تغلفه المصداقية والاصرار على الاستمرار ، لذلك أرى الحب الحقيقي الذي لا ريب فيه يتجلى بين رجل عجوز وزوجته العجوز هنا فعلا أتوقف وأنظر وأتمعن وأشبع عيناي وقلبي برؤيتهما سويا تجمعها الرحمة والود والتقبل يجمعها الصبر على كل شيء .. فهذه الصورة نتيجة رحلة طويلة من الركض في معتركات الحياه، المقاومة ، الإيمان ببعضهما سويا..عندما أرى عجوزان معا أفهم جيدا أنهما قررا بكل قوة وصدق أن يكونا سويا رغم كل الصعوبات، أفهم جيدا أنها وقفت بجانبه رغم كل ظروفه ومشاكله الوظيفية والشخصية والحياتية ، أفهم جيدا أنه أحبها وعذرها وخاف عليها وشجعها ورأى فيها أجمل إنجازاته وكانت جزءا من أحلامهما سويا.. أفهم جيدا أنهما فهما فكرة إكمال بعضهما لبعض وفهما فكرة الرفقة والمشاركة.. أفهم أن كلاهما تنازل من أجل الآخر.. و قطع من أناه الداخلية من أجل كليهما،أفهم جيدا أنهما استبدلا كلمة " أنا" بكلمة "نحن" فاستمر الحب الحقيقي الحب التكاملي الروحي.. أفهم جيدا انهما عرفا حكمة خلق حواء لآدم وآدم لحواء قبل نزولهما للأرض قبل الغريزة قبل المصالح.. فالعلاقة بين آدم وحواء في البداية هدفها السكن والود والرفقة والمشاركة ... يا عشاق قبل أن تقطفوا وردة في عيد الحب علموا أنفسكم أن الحب رحمة وسكينة وتعامل مع الحزن والسعادة بنفس الرغبة والقرار.. وإذا أردتم أن تفهموا الحب فعلا تمعنوا في حب خديجة لمحمد (ص) و حب محمد (ص) لخديجة فلا حب أعظم ولا أجمل ولا أرق... دمتم بحب حقيقي