كنت اعتقد منذ صغري اني سيئة الحظ
كنت طفلة حساسة جدا متوسطة الجمال و الذكاء
اتعرض للضرب من امي التي تدللني تارة و تضربني اخرى،
و اتعرض للاهمال من ابي الذي يسمح لمن هب و دب بالدخول الى المنزل في غيابنا و ياخذ ما يشاء من اغراضنا نظير القليل من الكحول
كم من ليلة عدت فيها من منزل جدتي القريب لبيتنا لاجد حذائي مفقودا
او فستاني
او لعبتي
و كنت اشعر بالمهانة و الذل
و كنت اظن ان سوء حظي هذا قد يتبدل مع الايام
لانني اثق بالله،
كنت على صغر سني اخاف الله و احبه و اتوسل اليه
كلما صعب علي امر، او مررت بمشكلة او مرضت امي
كنت ابحث في القرآن عن سورة الشفاء لانني اعلم ان الله لديه كل الاجابات و الحلول و كنت اظن ان في القرآن سورة بهذا الاسم
كنت مؤمنة من عمر صغير جدا
و لكن تعاستي كانت تزداد مع الايام
و يضعف ايماني،
حتى فقدته في مرحلة ما ،
لكن حياتي لم تتحسن،
انا لم اكن طفلة و لا مراهقة و لا شابة محبوبة،
كانوا يتهمونني بالغرور لانه لا اصدقاء لي،
لكنه كان خجلا و رهافة و حساسية
و الحقيقة اني اجهل كيف تتكون الصداقات،
و هكذا صنعوا مني تمثالا يرجمونه، بلا ذنب
و زاد كرهي للناس الذين اذوني دون ان اكلمهم حتى،
كنت اتظاهر بالقوة حتى لا تكسرني بشاعتهم و اتحداهم
و انتظر ان ينصفني الله،
و بدات اسام من الانتظار،
حياتي السيئة لم تتغير بل ظلت تسير من سيء لاسوء
و الشامتون يمصمصون شفاههم،
لم يجدي نفعا اكتئابي و لا استسلامي و لا ثورتي و لا محاولاتي للتغيير
و قررت ان اعود الى الله
لاني اكتشفت انه ليس مجبرا على اعطائي،
انا فقط اشكر و ارضى لانه من علي بالحياة و هو صاحب الامر و النهي
و ارتحت لهذا المبدأ و اكملت حياتي عرجاء بنصف قلب و ربع روح
و اعتقدت باني كالكثيرات،
بنات يشبهنني كثيرا في الظروف و في الطموح و في الاكتئاب
ثم اكتشفت بان هؤلاء الكثيرات،
مهما تعذبن و ياسن، لكن حياتهن تغيرت و انفرجت في لحظة ما و اذا كان النصف الأول شقيا ، فلا بد من نصف اخر اكثر اشراقا،
اما انا
فقد قطعت شبابي كله و طفولتي كلها بخاطر مكسور موجوعة الفؤاد و مفطورة القلب
ورايت الافراح تدور حول الجميع دون ان تمر بي،
و كيف يمس حياتهم فتتغير اقدارهم،
و بعد عمر قضوه في الظلام تشرق الشمس،
و انا لم اعد انتظر،
انا احاول اليوم ان اتعايش مع الرضا،
فليس فالامكان اكثر مما كان،
و لن يعوض احلى ايام العمر شيء
ربما انا فقط لم يحبني الله
و ليس للإيمان علاقة بالموضوع،
الكثير ممن تباركت حياتهم تفاوت إيمانهم،
منهم المخلص و منهم الملحد،
لكنه سبحانه يوزع الأرزاق كيف يشاء،
و انا احبه و ليس لي سواه
-
رسائل من امراة مجهولةلا احد