ملحمة الفهم والتفسير 3 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ملحمة الفهم والتفسير 3

الجزء الثالث : عصر الفكر العلمى المنظومى

  نشر في 08 مارس 2016 .


لم ينتج عقل الأنسان منظومة ذهنية تضاهى منظومة العلم الحديث فى خصائصها القائمة على التجديد والتطوير . هذة المنظومة التى لم يتجاوز عمرها الخمسة قرون قد شهدت العديد من التحويلات كان ابرزها التحول المنظومى موضوع هذا المقال .

إن كان الفضل فى ولادة العلم الحديث _فى صورته الاولى _ هو جاليليو الذى تمت محاكمتة على إيدى الفاتيكان بتهمة الهرطقة والخروج عما هو معلوم من الدين بالضروره . وكل هذا بسبب أعلانة فى كتابة << حوار حول النظامين الرئيسيين للعالم >> أن الارض تدور حول الشمس ، مخالفًا بهذا تعاليم الكينيسة التى كانت تؤمن بالعكس . فإن الفضل فى صياغة قوانينة تعود إلى نيوتن ( 1642 – 1687 ) وهى القوانين التى ضمنها فى كتابه << الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية Principia Mathematica Philosophiae Naturalis >> الذى تم نشره عام 1687 ويعتبر إنجيل العلم الحديث فى صورته التجزيئية .

وبتفسير ووصف القوانين أعطى نيوتن تصورًا جديد عن العالم . عالم منظبط لا تحكمة أمزجه الآله . بل يسير وفق قوانين و سنن مقرره .

ولقد شكل ما جاء فى هذا الكتاب العمدة الأساس الفكرى لما يمكن أن نطلق علية مجاز الألة Machine Metaphor وطبقًا لهذا المجاز فإن اى كيان من كيانات الواقع يمكن فهمه وتتبع سلوكه والتحكم فية . وهذا باعتبار الأله مجرد تجميع لأجزاء متفرقة بغرض إنجازفعل ما أو بلوغه غاية بعينها ويضبط تفاعل الأجزاء المتجمعه مع بعضها البعض ويحكم سلوكها قانون صارم يمكن الكشف عنة او ابتداعه وفرضة عليها .

وهكذا يقوم مجاز الاله على مفهومين أساسيين ، الحتمية Determinism ، والأختزالية Reductionism .

الحتمية Determinism : إن السلوك المتوقع لاى كيان ، يتوقف على أوضاعة الحالية وعلى القوانين الطبيعية . وتفسيرًا لهذا المفهوم فإن إلقاء جسم من مكان مرتفع لأسفل يسفرعن ارتطامة بالأرض وسقوطة وهذا المفهوم يرتبط ارتباطًا كثيرًا بالتنبؤية Perdictabillity او معرفتنا بالشروط الأبتدائية Initial Conditions وبعض المعطيات التى تمكنا من التنبأ ببعض النتائج .

الأختزالية Reductionism : إن يمكن تبسيط اى ظاهرة عبر تفصيلها أو تجزيئها ، ويقوم هذا المفهوم على فرضين الأول : خصائص الكيان ككل يمكن اشتقاقها من خصائص مكوناتة .

الفرض الثانى : خصائص الكيان المشتقة من دراستنا له ككيانات مستقلة لا تختلف عن خصائصها بإعتبارها أجزاء لكل واحد .

وهكذا قامت الأختزاليةبمعالجة التعقيد بتقسيمها المجالات لموضوعات صغيره يمكن دراسة كلًا على حدى وكل دراسة لها نظام علمى بعينة .

أزمة الأختزالية

أدى الفكر الأختزالى فى معالجة مشكلة التعقيد لكنة أدى لوقوع منظومة العلم الحديث فى مشكلة عميقة بدءت تداعياتها فى الثلث الثانى من القرن العشرين . أولهم صعوبة التحاور بين النظم العلمية المختلفة بمعنى ادى التفكير الاختزالى الى التجزئة المصطنعه والمتزايده للمعرفة العلمية ، وأصبحت المعرفه العلمية شديدة التباين يصعب التحاور والتاوصل فيما بينها فأختلفت ثقافة علم الفيزياء عن ثقافه علم الكيمياء عن ثقافة علوم البيولوجية . ومما زاد الطين بالة أنقسام هذة العلوم إلى ثقافات فرعية _على سبيل المثال _ أنقسام علم الفيزياء إلى (علم الفيزياء النووية - علم الفيزياء الذرية -- فيزياء الجوامد ….. ) . وهكذا بدل تقديم صورة شاملة ومتكاملة قدمت التجزئة للمعرفة العلمية العجز .

وثانيهم عجز التفكير الأختزالى عن فهم وتفسير الخصائص المستجدة وهذة الصفات التى يتمتع بها الكيان كاكل ولا يتمتع بها مكوناتة .

وأخر السلبيات هو فشل المنهج العلمى ، بمقارباتة المختلفة القائمة على مفهوم الاختزال ، فى فهم المنظومات الأنسانية أو الظواهر الأجتماعية وتفسير سلوكها (أزمة العلوم الأجتماعية ) فمكونات هذه المنظومة تختلف عن مكونات الظاهرة الطبيعية ، وهو اختلاف الذى يكمن فى وعى مكونها الأساسي ،الأنسان ، بذاتة وما يسفر عنه الوعى من حرية أختيار .



   نشر في 08 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا