ذكر الله تعالى في سورة القصص خمس نساء:
أم موسى عليه السلام وأخته وابنتي صالح مدين وآسية بنت مزاحم زوج فرعون .
** المشترك بينهن :
-الارتباط بنبي الله موسى عليه السلام :
فأمه أرضعته .
* وزوج فرعون ربته .
* وبينهما أخته التي اقتفت أثره .
* وابنتا صالح مدين رآهما فأعانهما وتزوج الصغرى كما روى البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما .
_عدم الخروج إلَّا لضرورة :
كذا قالت الآيات :
* فأم موسى لم تخرج إلا لأخذه من قصر فرعون .
*وأخته لم تخرج إلا لتقتفي أثر أخيها موسى .
*وامراة فرعون لم يرد أنها خرجت من قصرها.
*وابنتا صالح مدين لم تخرجا إلا لقولهما : ( وأبونا شيخ كبير ) .
- الحياء والكلام على قدر الموقف :
* فأم موسى لم يرد أنها تكلمت إلا قليلا كما ورد في التفسير لما قيل لها أن تكون في قصر فرعون فأخذت موسى متعللة بأن لها زوجًا وأولادًا .
* وأخت موسى ما قالت إلا ما يقتضيه الموقف ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ القصص .
**وابنتا صالح مدين قالتا : ( ا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿٢٣﴾ القصص .
**وقالت إحداهما : ( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿٢٦﴾ القصص .
*ومدح الله تعالى إحداهما قائلا : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) 25 القصص .
ولا شك أن الحياء يجمع كل هذه المواقف فإنه والإيمان في قرن ( حبل ) كما في الحديث .
_صبرهن واشتراكهن في الابتلاء والجهاد مع موسى عليه السلام :
* فالأم عانت في البداية في الحمل وابتليت برمي وليدها في اليم والصبر على ذلك ، كما آمنت به ، ورعته صغيرا هو وهارون عليهما السلام لتقدم للعالم نبيين كريمين .
* وأخته رعته صغيرًأ وآمنت به فيمن آمن من بني إسرائيل .
*وامرأة فرعون ربته صغيرًا ثم آمنت به وعذبت في الله حتى قتلها فرعون وقد دعت بأمر عجيب فقالت :
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) التحريم .
فدعت ربها بالنجاة لا بهلاك فرعون فهلاكه أمر محتوم ، ورجت بيتا في الجنة بدلا من قصور فرعون .
* وزوج موسى عليه السلام آمنت به واحتملت ما يلقاه في الله ولم يرد أنها آذته ، بل كانت راحة له من عناء بني إسرائيل ودعوتهم وأذاهم .
ولقد أخفى القرآن سيرة هذه المرأة لكنه ألمح إلى أن موسى عليه السلام قد دفع من عمره ( عشر سنوات ) -كما فسر ابن عباس في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير - كمهر لها رضي الله عنها وأرضاها .
ملحوظة :
*********
بين سورتي يوسف والقصص كان للمرأة دور عجيب !!
في سورة يوسف كانت المرأة دور في الزج بيوسف عليه السلام إلى السجن ومحاولة فتنته .
وفي سورة القصص كانت المرأة سر النجاة لموسى عليه السلام .
-
حامد الطاهركاتب مصري يعيش في البحيرة له اهتمامات إسلامية