قد شابني الولهُ
هيام فؤاد ضمرة
"""""""""""""""""""""""
أيّ عُمْرٍ ملكتُ أمرَهُ فمَضَى مُتأجِجاً ثَمِلُ
أيّ قلبٍ غَنَمَ الودَادُ على مرابِعِ الدُجى أمِلُ
زهتْ مُهاةٌ لما توطّنَ بها سحرُ صَبَابة
حتى أدَارَتْ رُؤوسَ الناظرينَ بسكرةِ الهِيَم
وحارَ الجَوَى على أعتابِها فأنشدَ شِعْرَهُ
وبالحَرفِ رَسَمَ وَجهاً اعترَاهُ الحُسنُ مُغتنمُ
كم تمناها القلبُ حين سَطعَ في وجْهِها النورُ ملتئم
وأصدَقَ الحَدْسُ بها يُفصِحُ ما بالحُبِّ مُرتسَمُ
قد نفذَ الحُكمُ بالمَحْكُومِ فاصْطَرَع غيرُ مُحتمِلٍ
إذ كيف بثَّ الخالقُ في قالبِها كلّ هذه الشيّم
أقسمْتُ أنْ تكونَ لي بها أواصرُ عِشقٍ
فقد شابَنِي ما شَابَ مُدنِفٌ أرهَقهُ ظمأ رُوحه
وسالَ سيلُ احسَاسي مُحْتَفِراً مَجْرَى انسيابٍ
حتى إذا هَدَرَ مَوْجي أرسلتهُ في إثرِها يَنتهِبُ
فتدلتْ بأعطافِها ريحِي عَسَاها عني لا تذهبُ
فاعطفي فاتنتي أنّ لعشقِكِ أموتُ وأحيا مُدلهِمُ
فلا تجْزَعي ولا تعْصِفي فقد نالكِ مِني شَغَفٌ
وحطَّ طيري على أعذاقِكِ مُغرِدٌ يأتلفُ
فاسعِي كمثلِ سَعيي عَسى بنا المرابطُ ترتبطُ
أطوفُ على أعتابِكِ ناسِكٌ أتعبَدُ الهَوى دَنِفُ
وأنشُدُ فيكِ شِعْري لارتَجي حَرّ الجَوَى عَطِفُ
يا مُقلة الرُوح امنحيني ما تمنَحُ حُرُوفي مُقل القلم
وأصلِحِي النبضَ على ميزانِ مَن قبلِنا عزفوا
لا تستغربي أن يبكيني عشقي بك حق ما نشجوا
فأنى لعيني فرحٌ انتشي بهِ لأنشئ فيك مُعترَكي
قد أشتكي هواناً إذا ما رَدَدْتِ سؤالي منكفئ
وقسوْتِ بالنأيّ فدونِكِ ما عاشَ بي النبْضُ
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية