الأضلاع الثلاثة . - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأضلاع الثلاثة .

  نشر في 01 يوليوز 2016 .

التفجيرات الإرهابية التي ضربت مدينة اسطنبول الثلاثاء الفائت وما سبقها من تفجيرات على مدي الشهور الماضية ، نجد أن أصابع الاتهام تتجه سريعا نحو ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية ، أو تنظيم بي كاكا الإرهابي أو بعض التنظيمات الكردية المعارضة للدولة التركية .

ما من شك إن إستمرار هذه التفجيرات سيؤثر تأثيراً سلبياً كبير على الأوضاع الإقتصادية والسياسية في تركيا خاصة أنها بدأت تضرب في مناطق ذات بُعد إقتصادي هام كما جرى في مطار "اتاتورك".

فإذا كانت هذه الهجمات ستلحق أضراراً كبيرة على الجانب التركي ، فعلى الجانب الأخر هناك من ينظر إليها على أنها تصب في مصلحته وإن ادانها بشكل برتوكولي، وبإعتقادي أن هناك ثلاثة أضلاع رئيسية قد تكون مستفيدة بشكل مباشر أو غير مباشر مما يجرى على الأراضي التركية من هجمات إرهابية .

الضلع الأول : المجمع المسيحي الأوروبي وغير بعيداً منه الولايات المتحدة، فأوربا لا يسعدها كثيراً أن ترى نمراً إقتصادياً قوياً ينمو بشكل مضطرد وبقفزات ثابتة وسريعة جعلت من إقتصاده يحتل المراكز الأولى عالمياً ، وبالتالي اذا ما بقى على حاله هكذا سيصبح في المستقبل القريب منافسا قوياً لأكبر أقتصاديات الدول الأوروبية خاصة أنه بدأ يتمدد في وسط افريقيا وأسيا ناهيك عن مجاورته لأوربا ، ليس هذا فحسب بل ما يقلق المجتمع الأوروبي والولايات المتحدة ، التوجه الأيدلوجي لتركيا ، فمن الثابت تاريخيا ان النظام التركي يحمل في جسده الجينات الإسلامية بصفته الوريث الشرعي للخلافة العثمانية و كثيراً ما أبدى تطلعه لإستعادة مجد أبائه الفاتحين !!..

الضلع الثاني : دولة الإمارات العربية المتحدة التي ترى في النمو الإقتصادي المضطرد لتركيا خطراً كبيراً على مستقبلها الإقتصادي قد يزاحمها كمركز للتجارة في منطقة الشرق الأوسط .

فإن كانت تركيا قد بدأت نهضتها الإقتصادية متأخرة قليلاً عن الإمارات لكن إذا وضعنا في الإعتبار مجموع المقومات التي تمتلكها تركيا مثل استقرار البيئة السياسية و العبقرية الجغرافية المتوسطة ، كل هذا يصب في ميزان تركيا على إعتبار أن نهضتها ذات مرجعية أصيلة قائمة على خبرات وكفاءات أبنائها بالدرجة الأولى ، بخلاف الطفرة الإماراتية التي تعتمد على الخارج في كل صغيرة وكبيرة، إذاً النموذج التركي بشقيه الإسلامي والإقتصادي تنظر اليه الإمارات بعين الريبة والخوف .

الضلع الثالث : سوريا الأسد و مصر السيسي .

فمنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 ضد نظامم الأسد و تركيا تتخذ موقفاً مؤيداً لها ، بل أصبحت تركيا رأس حربة ضد النظام السوري من خلال دعمها لجماعات المعارضة ، بخلاف أن تركيا سهلت العبور للقادمين للإنضمام الى المجاهدين في سوريا ، ناهيك عن مطالبتها بضرورة إزاحة الأسد عند الحديث عن المستقبل السياسي في سوريا بالتالي لا عجب أن نرى نظام بشار أكبر المرحبين بالحوادث الإرهابية في تركيا .

بالنسبة لمصر وقفت تركيا (أردوغان) موقفاً حازماً من الإنقلاب الذي وقع في مصر صيف 1013 على حكم جماعة الإخوان المسلمين ، حينها لم تعترف بالإنقلاب وما ترتب عليه حتى الأن ، بخلاف أن تركيا تحتضن الكثير من قيادات جماعة الإخوان وفضائياتهم المعارضة للنظام المصري ، مما ادي بطبيعة الحال الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .وبالتالي لا غضاضة أن تبتهج مصر الرسمية بما يجرى الأن من هجمات على تركيا وأن أبدت أندانتها الرمزية .

إذاً لا شك تركيا تمر بمنعطف خطير لأن الجوار الإقليميي والدولي لا يريد أن يري تركيا القوية اقتصادياً المتماسكة سياسيا بعد أن اصبحت تمثل نموذجا يحتذي به للإسلام السياسي الناجح . .


  • 3

  • رزق محمد المدني
    اتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...
   نشر في 01 يوليوز 2016 .

التعليقات

اللهم احرقهم بنار جهنم و من معهم
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا