إذا كانت الفلسفة تعد اسلوباً من الأساليب الفكرية و ترتبط بها العديد من الآراء و الدراسات، فإنه يمكن القول بمكان أن المفاهيم الفلسفية دمج و ربط للمعارف بمجموعة من الأفكار مما يؤدي إلى تحصيل المُحصل و تفصيل المُفصل و بالتالي فإن كل عملية فلسفية تسهم بشكل مباشر في إبداع الفكر و إعلاء قيمته لأن المفهوم الفسلفي الواحد قد يحمل أكثر من معنى و تبرز أهمية هذه المفاهيم عندما توحد المعاني و تقدم العنوان الأشمل لها، و من هذا المنطلق فإنه لا يمكن تتويج الكينونة الفكرية إلا بها، و يصعب صعود قممها إلا من خلالها. و حين كانت ترتبط بالحدس و البداهة و الشك و العقل و المعلومات و اصبحت جزءاً من حياة الإنسان، فإن ولوجها إلى كافة الميادين الإنسانية أمر هام لا يجب أن يخفى خاصة ً عند تعليل قيم الغايات و المشروعية و المساواة و العدل و الحقوق و الإنصاف، و عند دراسة أي حالة اجتماعية او سياسية او اقتصادية او عسكرية او تاريخية. و خير دليل أنه باستخدام البداهة و الشك و الحدس يمكن توقع شيء ما بناءاً على معرفة مسبقة به و العوامل التي تؤدي إلى حدوثه و النتائج المحتملة عنه و الاستعداد له و كيفية التعامل معه،و تعليل الأمور الواضحة التي لا يوجد شك فيها و لا تحتاج للبراهين للتأكد من صحتها، و وضع مجموعة من الاسئلة حول الشيء للتأكد من حقيقته و التيقن منها.