تختلف مَطالبنا عاماً بعد عَام , مرةً يكبر فينا إتساع دوران أرجوحة الأمنيات وَ مرةً يَصغر فينا تحمل وخز حقنة المسؤوليات , و على نهج الأمنية و المسؤولية نشبت حروب الفكر بداخلنا و لنُخمدها منحناها مسمًى طفق مسحاً بالروح فأمست بجموحه من الزَاهقات , و عاند الود فتكبلت الذاكرة و تَيتم بَعدُها عُمر الشباب , هكذا كان مصيرنا انتقائياً إرادياً مصروفاً عن تطلعات الكون بمحق كل ما يُزهر فيه الحياة , و ليتكمل جنين الفهم و المُراد داخلك أخبرك بأن عنفوان فصل حديثي ها هُنا معنونٌ بالصداقات المُزيفة , تلك التي تهبها كل ما تملك كشجرةٍ اعتنيتِ بها أعواماً منحتها الماء و السماد و الهواء كسببٍ كنت في إبقائها لتكتشف لاحقاً أنها عقيمة لا تُثمر , بَكماء لا يفوح الطيب من شهد زهرها , جحودٌ منك لو تَركتها تذبل , إحسانٌ لها إن بَقيتْ حسرةٌ تُرافقك و شهوةٌ تُطاردك فَتلعنها و تُمسي بالنهاية اللعان و الملعون !
أؤلئك الذين رحلوا دون البوح بالأسباب دون اللوم أو العتاب هم كذلك !, و لا حرج عليهم بالذي أدلوه في دلونا من حيرةٍ في أمرنا و من الشتات , و لا جُورٌ ينتصب قامتهم إذا ما أذاعوا يوماً بأنه على سجاد الأنانية جاثية قلوبنا , و في لوحات التجاهل مشرقةٌ أسماؤنا , لكني أتساءل لو أن قيامة الصداقة قامت ذاتِ يومٍ فجأة و إلتقت العينُ بالعينِ أيعود الذي مَضى ؟ , أتبوح النظرات بأسباب الهجران و الجفى ؟ .. و تصفى القلوب و تُعانق الأكف بعضها , و يُمسي الذي كان مَا كانَ !! .. هُراء " نضحك " فمن فينا يَقبل بترنح خاطره إثر إرتشاف قطرة ٍ كذب سكبها لأجله صديقٌ في كأسٍ من خداع جاعله مستلقياً بعدها في حضن المجهول ؟
ختاماً أقول لم تعد مثل هذه القضية محل نقاش فكلنا نُدرك أننا وَصلنا أقصى درجات الإقتناع بأن ذواتنا هي لنا و مساس طُهرها تحت مسمى الصداقة جريمة و العِقاب في شريعة العلاقات لا ظُلم فيه "