في احد ايام شهر رمضان البائسة بالنسبة لمهند استيقظ مبكرا في الساعة الخامسة " عصراً " لمشاهدة برنامجه المفضل ( خواطر ) وفي اثناء المشاهدة اسف مهند على حال الأمة وقرر العودة لنوم بما ان المجتمع متخلف ولا يستحق منه الوقت لتغيره فاختار الهروب بطريقة مريحة على الاقل استيقظ لتناول طعام الافطار اكتشف بانها الساعة السابعة الا ربع وموعد الأذان السابعة فغضب على استيقاظه المبكر فقرر مشاهدة برنامج ديني لتهدئة اعصابه المشدودة بعد انتهاء البرنامج غضب مهند اكثر ليس من تأخر الاذان بل من حال المجتمع الذي اضاع الدين ولم يعد محافظ كما كان في الثمانينات مثلا وقال مخاطباً نفسه 

( اللهم اعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك ) ولم يكمل مهند حزنه لأن صوت المؤذن اعاد اليه طعم الحياة تناول مهند الطعام واستمر في ذلك الى ما بعد صلاة المغرب فاتته الصلاة في سبيل جهاد " الطعام " بعد الانتهاء من المعركة قرر الانتقال الى قناة الام بي سي لمشاهدة المسلسل الكوميدي سيلفي وكانت حلقة المسلسل في ذاك اليوم تحكي عن مظاهر التشدد في مجتمعنا فغضب مهند مرة اخرى من مجتمعه المنغلق وطالب في داخله بمجتمع ليبرالي يتقبل الاخرين ففي اعتقاده ان الليبرالية هي المنجاة الوحيدة من هذا التشدد الحاصل وبعد نهاية المسلسل قرر الانتقال الى برامج التواصل الاجتماعي بدلا من التلفاز لعله يجد ما يسعده فوجد هاشتاق #سيلفي_يحارب-الاسلام 

فكر مهند في افكاره الليبرالية فاكتشف بانه كان على خطأ ولم يأتي هذا التفكير الا بعد تغريدة من الشيخ خالد            " جاكيت " احد الشيوخ المحببين الى مهند ' بعدها عزم مهند على تطهير نفسه من تلك الافكار فدخل الهاشتاق وبدأ في تخوين وتكفير طاقم العمل ووصفهم بالعملاء وانتهى هذا اليوم البائس وخلد مهند الى النوم بعد تناول طعام السحور 

واستيقظ في اليوم التالي في الخامسة لتكرار ما حدث في اليوم الماضي ولكن هذه المرة كانت حلقة ( خواطر ) تبرز المظاهر الايجابية في مجتمعنا فدمعت عيناه فرحا هذه المره بان مجتمعنا متطور و متعلم فذهب لاكمال نومه احتفالا بهذا الانتصار العظيم واستيقط وتناول طعام الافطار وترك الصلاة بنفس العذر في اليوم السابق وذهب لمشاهدة ( سيلفي ) وكانت الحلقة هذه المره عن دور رجال الامن في حماية الوطن فدخل شعور الندم على صديقنا المرهف فقرر التكفير عن ذنب اليوم السابق بتاسيس هاشتاق

#سيلفي_ليسوا_عملاء_يا_جاكيت فكانت تغريدته الأولى 

( ما خرب مجتمعنا الا امثالكم ) 

صدقت يا مهند