جاري البحث عن زوجة.... المحاولة الثانية عشر (12) "الميمة" الهولندية
قصة قصيرة
نشر في 29 يونيو 2015 .
جاري البحث عن زوجة.... المحاولة الثانية عشر (12)
"الميمة" الهولندية
كنت أحب رائحتها وجسدها الذي بلا زغب. حين قضينا ذلك الصيف في الشاطئ، فعلت ذلك خفية عن أسرتي، والخوف من كلام الجيران وإمكانية أن يفشى أحدهم سر تلك العلاقة تسيطر علي، والأمر فيه حبس وضياع مستقبل بعد تحصيل دام سنوات...
كنت أعود إلى بيت الأسرة وألبس البيجامة وأشرف على أموري من مطالعة أو البحث عن عمل مجدي يقيني شر التسول والتسكع...
قضيت شهرا في حياة مزدوجة أتعبتني كثيرا، ثم كنت خائفا من الإرتباط ب"الميمة"...
لم أمتلك الشجاعة لمواجهة أهلي بذلك. ثم أننا لم نتحدث في مشروع الزواج... كان أصدقائي أيامها قد هجروا هذا البلد الجاحد... وكنت أفكر أنه علي أن أفعل نفس الشيء...
كانت "الميمة" بحجم الباب، تلبس صايات مزركشة، وسيقانها قزحية اللون. شعرها أشقر مصفوف بعناية ومظفور من مسد في شكل دائري مربوط فوق الجبهة..
مع "الميمة" الأجنبية، كنا متفاهمين في كل شيء، إلا في أمور الجنس بسبب فارق السن، كانت فاترة، ولم نتحدث في الأمر، ظل ذلك مغيبا، وحين تعرفت على عشيقتي التالية، لم أتردد في الإنفصال عن "الميمة" الهولندية التي رأيتها أول مرة في ندوة عن الفن الأمازيغي بأكادير، تمنيت التعرف عليها أكثر. أجريت معها دردشة مقتضبة، وكانت مؤدبة للغاية. بعدها عادت إلى وطنها وغادرت أنا أكادير، إلى أن كاتبتني بعد ذلك بسنتين وكانت قد حلت بالرباط وذهبت إلى زيارتها...
بتنا في بيت معلم بناي. تذاكرنا كثيرا وأعجبت بها أكثر فأكثر... ليلتها مارسنا الحب وتمتعنا على وحل سرير الخطيئة، ونمنا معا... لم أكن أحبها بجنون لكن لقاء جلدها البض الناعم كان لذيذا...
ليلتها نمت كصخرة تسقط في الماء. في الصباح تناولنا الفطور شاكرين صاحب البيت على تعبه و تكلفه معنا. أخذنا دوشا وانصرفنا نكتشف معالم المدينة. كانت منطقة تجارية رمادية قليلة الحركة. قفلنا راجعين إلى الفندق بسرعة... ودعتها على أمل اللقاء بها مساءً... وهناك رن جرس هاتفي الجواني يستعرض علي عضلات ضميري...
للحقيقة لم أنطق عبارة "أحبك" يوما، عرفت نساءً كثيرات... لكنني عاجز عن نطق هاته الكلمة بالتحديد... لا أفهم في أمور الحب والجنس، ولم أتأسف يوما عن الإنفصال، ولم أسهد لأحد، ولا فكرت في أحد... والحب الذي في قصصي تخيل فقط. أود أنا أيضا أن يحدث لي ذلك الشيء، الذي يعصف بالروح، ويجعل الشفتين ترتجفان. أود أنا أيضا أن أكتب رسائل حب بها ورد ورائحة عطر فخم...
في زمن بعيد كان أصدقائي فرسان يركبون على جياد بيضاء ويخطفون عشيقاتهم إلى عالم الحب... وكنت منزويا في ركن قصي أقرأ كتاب "رأس المال"، وأحلم بأشياء مختلفة تماما من قبيل قيادة ثورة. إنقلاب أو الإستشهاد في فلسطين وإنشاء جمهوريات خيالية... ولو كان هناك تنظيم ثوري مسلح في المغرب لانضممت إليه...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 29 / 06 / 2015