الأبناء نعمة من الله ، هم إمتداد لحياتك بعد موتك هم النبتة التي إذ غرستها جيدا و أعطيتها العناية ، الوقت و كل ما تحتاجه منك ستزهر لك يوما أما إذ قمت بإهمالها لن تزهر لك شيء.
الانجاب في حد ذاته لا يعد أمرا صعبا فأغلب الكائنات تستطيع ذلك ... لكن الصعوبة تكمن في التربية و العيش الكريم و غيرها من الاشياء التي يجب توفيرها للأبناء.
لذا لا يفكر أحدكم في الانجاب حتى يكون على أتم الإستعداد لتحمل المسؤولية و القدرة على تربية أبنائه تربية حسنة ... فمن العيب أن تنجب طفلا و أنت لا تستطيع أن توفر له أدنى شروط العيش " المسكن ، المأكل ، الملبس ، الدراسة ... " و من العيب أيضا أن تنجب فريقا من الأطفال فقط ليأتيك الرزق من حيث لا تدري ...أو أن تنجب طفلا بريئا و تجعل منه شخصا منحرفا ، فاشلا ، عاجزا ...
أحيانا أشعر بالسخط عندما أرى أو أسمع عن طفل رضيع ألقي في النفايات أو شوارع المدينة أو بقرب منزل من طرف أبويه يتركونه يصارع الحياة وهو مازال لا يعي معنى الحياة ... أو عندما تقوم إحدى النساء بعملية الإجهاض دون رحمة .... و غيرها من الكوارث و الأحداث التي تشد القلب و تقبض النفس.
ويبقى السؤال دائما ما ذنب ذلك الطفل ؟؟
لنكف عن إعطاء تبريرات غير مقنعة نريد الحقيقة لا غير . فمن البداية إن لم تكن جدير بتحمل المسؤولية لما تورط نفسك ؟؟
فلاشك أن كل واحد و ظروفه لكن رغم الظروف و مهما كانت لا أرى أن التخلي عن فلذة كبدك الحل النهائي قد يكون الغلط حصل لكن لا تغطيه بخطيئة أكبر ... و تذكر أن ذلك الطفل جزء منك و من نصفك الاخر رفقا به و بروحه البريئة ... إعتني به فهو أمانة موضوعة على رقبتك علمه كيف يكون و كيف يصبح أعطه الشعلة ليمضي في الحياة متفائلا بالخير و النجاح ، حارب الكون من أجله ولا تتركه لوحده.
كن أبا ووفر له ظروف العيش الكريم أبا يحسسه بالامان و الراحة ، كن رفيقا لروحه النقية و سندا يلقاه دائما ، شجعه على أن يحلم و يرسم هدفا لحياته .
و كوني أما تعتني به و تهون عليه مواجعه ، أما ترعاه و تطبطب عليه و تنير له طريقه ، أما تحزن لحزنه و تفرح لفرحه تشعل رغبة الحياة و حب الحياة فيه تقوي ثقته بنفسه ، تربيه على الأخلاق الحسنة و المبادىء الطيبة..
كونا أما و أبا ولا تكونا أكثر من ذلك ! هي الأررض أرضكم فإزرعوا فيها ما شئتم و تذكروا أنتم من ستجنوا ثمار تعبكم فأحسنوا الزراعة ...
فنحن لا ينقصنا أطفال يحتضنون دور الأيتام و الخيريات و الإصلاحيات بعد أن ثم قذفهم الى الشوارع ليعانقوا الواقع المرير الذي سيرميهم بدوره إلى الضياع و الدمار و الهلاك في ظل مجتمع لايرحم ...
لا ينقصنا جيل من المتمردين و المجرمين الذين لقو حتفهم منذ أن صرخوا أول صرخة لهم ذاقو من الالم ما يهز الجبال و عاشوا حياة ليست كالحياة !
زينب علي الوسطي
-
زينب علي الوسطيطالبة بكلية العلوم القانونية تخصص قانون خاص، أشارك العالم نظرتي من خلال التدوين، شغوفة بالكتابة و القراءة و مصممة صور.