" الحرية منتهية الصلاحية  " 

حميد مجيد العيداني

مفهوم الحرية يلخص بشكل عام : الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما، وبشكل خاص فالحرية هي التحرر من القيود التي تكبل نتاج الفرد، سواء كانت قيود مادية أو قيود معنوية، وبالتالي تكمن في ( اتخاذ الانسان قراره بذاته دون فرض عليه من احد )، وهي تشمل التخلص من العبودية ( للذات، جماعة، او شخص ) والتخلص من الإجبار او الفرض .

في مفهوم الحرية يمنع منعآ باتآ التدخل في امور الغير، او مهاجمة مجموعة او طائفة او شخص تحت شعارها، والتدخل في امورهم او افعالهم، تحت سقف الشرع والقانون بمفهومهم الصحيح، فيما اذ لم يتخطوا الحدود المرسومة للمفهومين .

اما في حال ان ( الشخص، المجموعة او الطائفة ) خالفوا الشرع او القانون فلكلا المفهومين سلطة تنفيذية تقوم بواجبها لردعهم، ولا يحق لغيرهم التدخل لعدم الانجرار وراء الديكتاتورية سواء في الرأي او الفعل، لشخص او مجموعة . 

في مجتمعنا إجهل مفهوم الحرية، وعكس محتواها، فأصبحت غطاء وعذر لكل الافعال الغير قانونية او شرعية للشخص الواحد ضد الاخرين، وبالاخص بعد انتهاء حكم الديكتاتورية وبدأ مشروع الربيع العربي وتطبيقه في البلد . 

اصبحت الحرية تكمن في التهجم على حقوق الاخرين، وانتهاك خصوصياتهم في الاغراض العامة والخاصة، من امثالها بناء عشوائيات على اراضي تابعة للدولة او لأفراد معينين، حفر الشارع لأنشاء مطب امام دار احدهم، تقليد طائفة بشعائرها ولكن بطريقة الاساءة، رمي نفايات في الانهر والطرقات، استخدام التكنولوجيا والالكترونيات لصنع الفتنة، ارتداء لبس معين لأستفزاز اخرين، وغيرها الكثير .. 

انتهت صلاحية الحرية وغير مفهومها الاساس بشكل تام، بعد انعدام الثقافة داخل المجتمع ( الاغلبية وليس الكل ) وهذا مااراده مؤسسي مؤامرة الربيع العربي، لدمار البلدان وقتل الانسانية بعد زرع روح الفتنه والتفريق بين المكونات، وادخال لهم تكنولوجيا حديثة وجيوش الكترونية تبعث برسائل ظاهرها حميد وباطنها خبيث، تجنيد التبعية لنشر وتثقيف الناس على الخراب والدمار، وانهاء التكاتف والوحدة لغرض فرض السيطرة التامة عليه والتحكم فيه لأثبات انهم الاقوى والاعظم .