لما تموت العالم هيخسر إيه ؟!!
مقال ساخر
نشر في 25 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كان غضبه يزداد يوما بعد يوم ، حتي انفجر غضبه ، فقرر أن يواجه صديق عمره...لكنه نائم ألان.
- أعمل إيه ، لازم أخليه يفوق من اللي هو فيه ، لازم أتكلم معاه.
كان يذهب إلي عمله في الثامنة صباحا ، فيكون صديقه نائما ، و يرجع في الثانية عشر صباحا فيكون صديقه ساهرا مع أصدقائه خارج المنزل.
- بس أنا هكتبله في ورقة كل اللي عاوز أقوله له ، جايز يفوق من الكلام .
- "يا صديقي العزيز...إلي متي ؟!....
إلي متي ستظل مستهترا بعمرك ، العمر يمر يا صديقي ، أنت ألان في الثامنة و العشرين من عمرك ، تعمل ست ساعات فقط ، و تمرح في باقي يومك ، لا تجتهد و لا تتعب .
مرحك أكثر من همك...
تكوين أسرة و زواج ليس من أولوياتك...
تضيع راتبك علي "خروجات" بليل...
ملابسك "الماركة"...
هواتفك المحمول التي تغيرها كل فترة لتواكب "التطور"...
مشاهدتك التلفاز بالساعات...
ذهابك "الجيم" الذي تضيع فيه ساعتين من يومك...
يا صديقي أنا خائف عليك، كما تعلم...سأتزوج الشهر المقبل ، و سأتركك ، لا أريد أن تعيش وحيدا ، أريدك أن تعمل بجهد أكثر و تدخر المال ، و تكون أسرة ، و تربي أولاديك ليكونوا سندا لك .
يا صديقي أنت تضحك دائما و ترفه نفسك دائما ، و لا تحمل هما دائما ، إذا قل لي...
عندما تموت ماذا سيخسر العالم بعد موتك ؟!
لن يخسر شيئا...
لن يتذكرك العالم...
لن يتذكرك أحد...
و في النهاية أحب أن أقول لك : صباح الخير "
12:06 صباحا
دخل إلي بيته ، مرهقا من العمل ، لا يري أمامه ، يريد أن يغرق في سريره ، فوجد رسالة الرد من صديقه ، فأمسك بها بيده ، و فرك عينه بيده الأخري....
"صاحبي و حبيبي...
أنت بتشتغل 14 ساعة في اليوم ، و بتقبض فلوس أد كده ، و بتحوش القرش علي القرش ، بس أخر مرة شوفتك فيها بتضحك يوم ما جبت 98% في الثانوية ، أنت دايما شايل هم مراتك و أولادك اللي أنت ماعشتش معاهم أصلا.
قل لي بقي...
يا تري أنت لما تموت الدنيا هتخسر أيه ؟!!
مش هتخسر حاجة ، بالعكس ،ده أنت لما تموت مراتك و عيالك هيكسبوا ورثك و مجهود سنينك ، و " هيتغنغوا" في تعبك و جهدك ، يعني من الأخر الدنيا هتكسب من موتك...
و في النهايه أحب أن أقول لك ...
تصبح علي خير "
-
يحيي إيادصحفي بجريدة "دنيا الفلوس"...