أن تسلّم بكرويّة الأرض ، يعني أنّك تسلّم بما جاء به كوبرنيك و أكّدته وكالة الفضاء الأمريكيّة من خلال تسجيل اكتشافاتها و توثيق علومها و معادلاتها و صورها التي تُبثّ عبر أقمارها الصّناعية وذلك لأنّك لا تملك الإمكانيّات التّقنيّة التي تجعلك تدحض هذه الإدّعاءات و الفرضيّات.
ولأن القرآن بين يديك يتحدّث بشكل صريح عن بسط الأرض و مركزيّتها و مساحتها الشاسعة تحت قبة السماء المرفوعة فوقها بغير عمد، أصبحت في حيرة من أمرك، فلجأت إلى لوي أعناق النصوص لتتناسب و الفرضيات العلمية التي تبثها ناسا على أنها من الحقائق و المسلّمات و التي لا تستطيع إنكارها كيف لا وقد عاينتها بالمشاهدة ؟
عزيزي الكرويّ، لن أناقش فيما إن كانت تلك الصور حقيقة أم زيف، فما أرنو إليه أعمق بكثير.
سأناقشك في حقائق علمية تتنافى و صريح القرآن من حيث المبدأ جملة و تفصيلا ، فلنبدأ على بركة الله:
١- يقول الله تعالى في كتابه أنه خلق الأرض في يومين ثم قدّر أقواتها في يومين آخرين ثم استوى إلى السماء فجعلهن سبع سماوات في يومين و هذا يدل على أن خلق الأرض مقدم على خلق السماوات.
بينما ناسا تقول أن عمر الكون ١٣ مليار سنة و عمر الأرض فقط ٤ مليارات سنة.
٢- الله يقول أن خلق الأرض و تقدير أقواتها قد تم في ٤ أيام بينما خلق السماوات قد تم في يومين فقط.
اذا تبنينا نظرية الكروية ، و أن الأرض كوكب صغير كذرة غبار في هذا الكون الشاسع ، فكيف يستغرق خلق ذرة غبار ٤ أيام بينما يستغرق خلق الكون ذي المليارات المجرية يومين فقط؟
٣- الله يقول أنه زيّن السماء الدنيا بنجوم كالمصابيح و طبعا هذا يعني بديهيا ان خلق النجوم جاء بعد خلق السماء أي بعد خلق الأرض حكما.
بينما ناسا تقول أن الكون مليء بالنجوم والشموس التي وُجدت قبل الأرض بمليارات السنين.
٤- الشمس في القرآن مخلوق مسير بإرادة الله لنعلم به عدد السنين والحساب و قد نسب الله الحركة لها و ليس للأرض ، لا بل أشار تبارك و تعالى إلى قوة تغشاها فتدفع نورها و تحجبه ألا و هو الليل فقال (والليل اذا يغشاها) أي أن الليل أيضا مخلوق مسخر يسبح في الفلك.
بينما ناسا تقول أن الشمس في مكانها تبعث الضياء وان الظلمة ثابتة في مكانها في الجهة المقابلة و بالتالي فإن الليل لا يمكن له أن يغشى الشمس ، بأي حال من الأحوال.
٥- النهار في القرآن مخلوق أيضا و هو يسير في الفلك و بطلوعه يجلي لنا الشمس ( و النهار إذا جلاها) فيبرز لنا سطوعها و ضياءها.
بينما عند ناسا الشمس هي مصدر النهار.
٦- الله يقول أن القمر يتلو الشمس في المسير ( والقمر إذا تلاها) ، تشرق ثم تغرب فيشرق القمر من نفس جهة شروق الشمس ثم يغرب في نفس جهة غروبها، و لكن كل في فلكه.
بينما ناسا تقول أن القمر له مسار مختلف تماما عن مسار الشمس ، فهو يتحرك و هي ثابتة ، وبالتالي فإنه من المستحيل أن يتلوها أو يتبعها.
٧- يقول ربنا أنه يكور النهار على الليل و يكور الليل على النهار ، أي يلف واحدا على الآخر كتكوير العمامة.
بينما ناسا تقول أن النهار و الليل شيئان ثابتان ، و أن اختلاف الليل و النهار يأتي بسبب دوران الأرض حول نفسها.
٨- الله يقول أنه يمسك السماوات أن تقع على الأرض.
بينما ناسا تنكر وجود السماوات اصلا و تعترف فقط في الكون اللامتناهي ، و لو فرضنا جدلا ان هذا الكون هو بمثابة السماء الدنيا ، أما كان أحرى به لو وقع أن يقع على اجسام و شموس و نجوم و كواكب عملاقة تفوق الأرض حجما بملايين المرات؟؟
٩- الله يقول و بنينا فوقكم سبعاً شدادا ، أي أن السماء تعلو البشر جميعهم ، و في اللغة كل ما علاك فهو سماك ، و سماء البيت سقفه.
بينما عند ناسا ، السماء محيطة بنا من كل جانب فهي من فوقنا و من أسفل منا و عن أيماننا و شمائلنا.
وعلى هذا النحو ، يتضح لنا أنه من المستحيل أن تتماشى نظرية كروية الأرض و ما أتى به القرآن وليس هناك نقاط تقاطع بينهما بأي شكل من الأشكال.
فلك أنت عزيزي القارئ أن تعي ماذا يتم تلقينه إليك و أن تبحث عن الحقيقة ، فإما أن تصدق الزّيف من تلك العلوم و إما أن تصدق الخالق الحي القيوم.
-
عبدالعظيم الهادي ابراهيماعمل مهندس في مجال امن المعلومات أحب كل ما يتعلق بتكنولوجيا وأمن المعلومات ، أساهم في كتابة العديد من المقالات والتحديات أحب البرمجة وعندي خبره كبيرة في إدارة السيرفرات وبناء الأنظمة و باحث في علم الطيران وعلم الفيزياء ...
التعليقات
فعلا إنه مقال لا يمكن تجاهله بحال فهو جدير بمحفل علمي دولي لمدارسة اشكالاته.
ما أراه في مقالك عدم كتابة السورة كاملة ؟ بل كتابة الاستنتاج فقط ! الحسابات تتوافق والعلم ، ثم قبل الحاجة لصور فلكية هناك الكثير من المشاهدات العلميّة المثبتة لكروية الأرض ، على سبيل المثال رؤية شراع السفينة أولا .
قوله تعالى:( وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) ، لو كانت الأرض هي اصلا مسطحة ، فأين الإعجاز إذاً؟ ولكن الأرض كروية و تلفت هذه الآيه نظرنا إلى أن الأرض كروية فلماذا نحن نراها مسطحة ! ،، والإجابة واضحة وبإمكانك معرفة السبب وبالتعمق في علم الجيولوجيا تصل إلى إجابات أعمق ، وبإمكانك مصادفة معجزات أخرى في طريقك للبحث ..أما خلق الأرض فكان بعد خلق الكون ، فقال تعالى (وَهِيَ دُخَانٌ) أي أن الكون كان دخاناً ، ومن ذلك الدخان خلقت الأرض والكواكب والنجوم ، فإذا خلقت الأرض أولاً لتحدث القرآن بذلك بأنه بعد خلق الأرض تم خلق السموات ! ، لكن قوله تعالى (وَهِيَ دُخَانٌ) ينقض نقطتك الأولى . وهناك أيضا نقض للنقط الأخرى .. يمكنك سؤال المختصين أو البحث بنفسك لتجد الحقيقة . الموضوع يحتاج منك بحثاً طويل ، وتعمق في القرآن ، ليس الجميع مفسر ، وأنا لا أثبت بذلك قدرتي ، بل أنا جاهلة تماماً في أمور التفسير ، آيات القرآن تختلف تحتاج عقل مفكر ومتعلم ومحيط بأمور القرآن ، لا كل منا يفسر القرآن حسب هواه لينقض العلم و يثبت تناقضه والعلم ، نحن بهذا التصرف الخاطئ نفتح المجال لمن يلتمسون أعذار لقول أن القرآن يتناقض مع العلم في حين نود أن نثبت خطأ ناسا !! ،،
أتفق و «أن تعي ماذا يتم تلقينه إليك و أن تبحث عن الحقيقة ، فإما أن تصدق الزّيف من تلك العلوم و إما أن تصدق الخالق الحي القيوم» لكن من خلال البحث والتقصي فلتثبت خطأها بابتكارات علمية ومشاهدات ، لا من خلال اللجوء للقرآن وتفسيره من باب النقيض فقط ..
ختاماً يجب تذكر أننا جميعنا بشر نُصيب مرة ونخطئ مرات .