علاقات زائفة
كن أفضل إصداراتك دون تصنع .. كن أنت
نشر في 17 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
عند الخوف من فقدان شخص عزيز فإننا نغير أفعالنا حوله، نتوقف عن التصرف بطبيعتنا ونسعى لنصبح شخص آخر فقط لإسعاده أو كي ننال إعجابه، ولكننا في تلك اللحظة نتناسى شخصنا الحقيقي فنصبح إناء فارغ، هيكل متداعي فنفقد كل ما يميزنا وتتلاشى ثقتنا بما نحن عليه فنبدأ بصراع داخلي لا متناهي هل ما زال فينا شيء منا أم أنه استوطننا وأصبحنا بلا وطن هل ما نُظهره نخفيه أم أننا تزينا بكذبٍ ورياء فقط لنجذبه تُرانا تغيرنا وأصبحنا توابع لأفكاره أم أنه حطم أفكارنا وأصبحنا عديمي الفكر والشخصية.
لذلك يجب أن نكون أكثر ثقة بأنفسنا أكثر ادراك بهويتنا فلا سبيل لنا سوى تمرين عضلة الثقة بالنفس، علينا تحفيز ذاتنا بأن تكون بطبيعتها ولا تتصنع.
لأننا إن لم نشعر بالثقة بالنفس من الداخل سوف نتخذُها قناع ليزين حُلتنا ويرسم لنا لوحةً جميلةً في نظر الآخرين، ولكن ما لا ندركه أن في نهاية المطاف حين يُنتزع هذا القناع سوف تظهر العديد من الخفايا التي حاولنا اخفائها جاهدين كثيراً ومنها ملامح الغيرة والتطلب شعورنا بالنقص أو الخوف المستمر من الفشل، جنون الشك والريبة والكثير الكثير من إنعدام الأمان وفقدان الطمأنينة، فاذا سقط ذاك القناع سيسيطر علينا شعور اليأس والحاجة وسيبدأ الخوف من فقدان ذلك الشخص ينتهش كل ما هو جميل حولنا وأوله ذاتنا التي تلاشت إرضاءاً له.
فأفضل الحلول هي الثبات والتمسك بكل معتقداتك، الثقة بأنك الأفضل وأنك لست مجبراً على التغيير كي تكسب أحد فمن يحبك لشخصك لن يرضى منك الزيف والتصنع أما من يقتنع بتصنعك ويحاول تغييرك لن يرضاك بأي حال وبأي حُلّة.
لا تكن دمية لإرضاء من حولك بل كن مثال للتفرد والإبداع كن أنت لا سواك، فالطبيعة برغم قسوتها جميلة فالجبال خطيرة ولكنها مركز استقرار، الأعاصير مخيفة رغم ما تحمله من أمطار، المحيطات عميقة وتحتوي مدناً من العجائب وهي مرجعٌ لكل البحار كن واضحاً كالشمس منيراً لدروب من حولك كن منبعاً للدفيء والحرارة والأنوار.
فالتجمل في العلاقات لا يضفيها سحر كما نبغي بل إنه في بعض الأحيان قد ينشر السواد والكبت للكثير من المشاعر ومن الممكن أن يودي بها للهلاك والتفتت، حيث أن منبع الجمال الأساسي في التلقائية دون قيود، فالتصنع يُثقل النفس ويُرهقها ومصيره الزوال لا محال.
-
Malakإذا ابدع العازف على آلته تستمتع بأنغام حياة ترضيك وتسعدك ... فلا العازف وحده يفيدك ولا آلته وحدها تطربك