ثلاثة حاجات تحوّلك إلى أنجري بيرد
بقلم: نور الكنج
نشر في 11 نونبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
3 حاجات تحوّلك إلى أنجري بيرد
1- آلات البيع بالقطع النقدية (فيندينج ماشين)
هل مررتَ يوما بإحدى هذه الآلات التي تحتوي ما لذّ وطاب من العصائر أوالمشروبات الغازية؟
وهل راودكَ إحساس بأنّك تسمع ما فيها يناديك بصوت عالٍ, أنْ تعال واشتريني أرجوك!
لا بدّ أنك مررتَ بموقف كهذا, أو رأيته في التلفاز, أو حكى لك عنه صديق أو قريب.
-تخيّل أو تذكّر- أنّك هناك أمام الآلة السحرية التي تذكّرني دائما ببيت الحلويات في قصة هانسل وغريتل. تمدّ يدك إلى جيبك أو حقيبتك –في حال كنتِ أنثى- وبكل حنان ورِفق غير معهود في تعاملك مع القطع النقدية. تضع الفكّة في الآلة ثم تختار ما تريد شربه وقد أخبر عقلك معدتك بما ستستقبله من حلاوة وانتعاش, فاستعدّت المسكينة وبلعتْ ريقها في انتظار المشروب البارد اللذيذ.
وفي الدقيقة التاريخية الحاسمة.. يُطلق أخيرا سراح قنينة أو علبة المشروب لينزل إليك, فتخيب كل آمالك وآمالك معدتك.
لقد نزلت من وقع عليها الاختيار بغباء منقطع النظير. انتهى بها المقام عالقة بشكل عرضي, فلا هي مع أصحابها المُحتجزين بالأعلى, ولا هي قد انزلقت لتخرج من الآلة فتشربها.
قل لي... ألم تتحول إلى طير غاضب عندها؟!
2- نداء الطبيعة
إنّه صباح الجمعة, وقد قرّرتَ مُسبقا أن تنام لساعتين أو أكثر زيادة عن أيام الأسبوع العادية. الأيام التي تنفذ فيها حكما حياتيا طوال عمرك بأن تنام قليلا. ابتداء من مرحلة التلميذ ومرورا بمرحلة الموظف وانتهاء بمرحلة المتقاعد الذي يجالس أحفاده ويحل مشاكل العائلة. محكوم عليك بقلة النوم يوميا عدا الجمعة. إنّه يوم السعادة ويوم ممارسة الكسل بشرعية واستمتاع دون أن يعاتبك أحد.
ومع زقزقة بعض زوامير السيارات في الشارع وبزوغ أول شعاع شمسي في السماء, تفتح عينيك ببطء وأنت تحاول استيعاب الصدمة. لقد أتى ناظرك على ساعة الحائط ورأيتها تُشير إلى السادسة والنصف, ولأنّ البارحة هي ليلة الخميس العظيمة فأنتَ لم تنم حتى الثانية أو الثالثة صباحا على أقل تقدير. فلماذا رجعتَ إلى عالم الواقع الآن؟!
هنا يبدأ جسمك باستعادة أحاسيسه, وتحسّ فورا بشعور الضيق في مثانتك. إنّها ممتلئة عن آخرها, وعقلك يقول لك اذهب إلى الحمام الآن وأفرغها, إنّها توشك على الانفجار.
أنتَ تُحاول تجاهل أوامر عقلك ومشاعر الضيق, وتبدأ بلعب دور الجمل حمّال الأسيّة الصبور. خمس دقائق,, سبعة,, ثمانية,, تسعة,,,!!
وفي العاشرة يفيض غضبك – لا شيء آخر!-.
لقد طارت نومة الجمعة الجميلة. وها أنا أراك تتحوّل إلى طائر غاضب يقلّب في برامج التلفاز الذي لم يفتح محطاته بعد!
3- اللسعة
إنّك تقوم بإعدادها الآن بكل إخلاص وحب. تضع فيها لمساتك الخاصة التي لا تعطيها لأيٍّ كان! تستنشق رائحتها القوية التي تفتح مسامات عقلك الممتلئة برواسب لا داعي لها طيلة اليوم. تحملها بحنان دون أن تُحيل نظرك عنها, فكأنها طفلك المدلل. وتجلس على أريكتك أو كرسيّك... أو تُفضّل الاضطجاع على سريرك لتستمتع بها أكثر وأنت شبه نائم.
من هي هذه الحسناء؟
إنّها القهوة...
سواء شربتها سوداء أو لوّنتها بالحليب أو المنكّهات, وسواء أضفتّ لها السكر أم فضّلتها سادة كقهوة العزاء. لكن ألم يحدث لك مرة وبعد كل تعبك وحبّك الصافي في إعدادها, أنْ تخّيب آمالك البريئة؟!
تشفط أول شفطة, فتشتم أو تصرخ من الألم. لقد لذعت سخونتها شفتيك ولسانك. والآن ستُكمل شُربها وأنتَ طير غاضب محروق لسانه, ساخط على حظه العاثر. لن تحسّ جمال طعمها بلسانك المحروق. سيكون شُربك لها مجرد عناد واستخسار أن تسكبها في مجلى الصحون.
-
نور الكنج...
التعليقات
وشكرا على المقالة الرائعة يانور♡