"هب جنة الخلد اليمن لاشيئ يعدل الوطن"
كان هذا البيت من أوائل ما حفظت عن الوطن و كنت قد حفظته عن ظهر قلب قصد الإستشهاد به في التعابير المدرسية .. وكبرت وكبر معي هو وفي كل مرة كنت أستشهد به كان مستوى تعبيري يرتفع لكن البيت لايزال على حاله .
لم أكن أفهم معناه حقا ...ولحد اليوم لازلت أجهل ما ينص عليه تحديدا وكل ما أعرفه أن الشاعر يبجل الوطن في ستة كلمات وحرفين .
شهدت الكثير من الأحداث التي رسخت في نفسي أن الوطن هو الحدود التي تجمع شعبا واحدا ذو لغة واحدة ذو عرق واحد وذو مبدإ واحد وكل ما يختلف عنه ليس منه.
"إن وقعت في الخطأ فلا يجب عليك التمادي فيه بل عليك تصحيحه " أؤمن حقا بهذا المبدأ وهاانا ذا أحاول تصحيح مفاهيمي العالقة في دوامات تفكيري ....فمنذ أحداث الثاني والعشرين من فيفري/فبراير تغير مفهومي عن الوطن ذو الشعب الواحد واللغة الواحدة و أصبح الوطن فيما معناه عندي لا يقتصر على الحدود التي تفصل البلد عن أخيه ...أصبحت أعلم الآن أن الوطن هو كل إنسان يحمل داخله حبا تجاه الغير ...ويخاف على مصالح مكانه كخوفه على أعضائه ومقصدي ها هنا من "مكانه" هو الحدود السياسية التي نعيش فيها جميعا ........
كلنا أوطان في داخل كل واحد منا وطن صغير إذا اجتمعنا على حب مكاننا أصبحنا نحن الوطن الكبير حتى لو اختفلت لغاتنا أو أعراقنا أو تفاصيلنا ..شرقيا أو غربيا ..محيطيا أو صحراويا ..شماليا كنت أو واديا .....كلنا وطن ...إذا اجتمعت أصواتنا وشكلت صدى واحدا تردد في كل الزوايا المظلمة من مكاننا سنصبح "كلنا الجزائر".