لا أحمل أدنى شهادة في مجال الطب فلا يصح على الإطلاق أن أتكلم عن فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19) وهذا ما ينبغي فعله من كل انسان درء للإشاعات واختلاط الحابل بالنابل لدى الناس.
ولكن الحالة رقم 31 تستدعي الأنتباه والدراسة فما هو سر هذه الحالة!
في السادس من فبراير في مدينة ديجو في كوريا الجنوبية تعرضت امرأة بعمر ال 61 عام لحادث ذهبت على آثره إلى المستشفى للإطئمنان فلاحظ الأطباء ارتفاع في درجة حرارتها فعرضوا عليها إجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا ( كان الفيروس في كوريا بذلك الوقت انحسر في 30 أصابة فقط)
أصرت المرأة على مغادرة المستشفى دون إجراء الفحوصات لتعود لممارسة حياتها الطبيعية وصادفت بعد مغادرتها بثلاثة أيام طقوس دينية للطائفة التي تنتمي لها بكنيسة شينتشيونجي تحديدا في تاريخ 9 و 16 من فبراير بحضور أعداد كبيرة من الناس وفي ذات الفترة ترددت على بعض الأماكن منها فندق في نفس المدينة التي تقيم بها.
وفي تاريخ 17 من نفس الشهر ظهرت أعراض الفيروس عليها فاستستلمت وخضعت لفحص كشف الفيروس وتأكدت أصابتها. وبعدها تم تشخيص مئات الحالات في الكنيسة بفيروس كورونا واتضح للمراكز الكورية لمكافحة الأمراض الوقائية أن 1200 شخص من أصل 9300 شخص حضروا الطقسين الدينية في الكنيسة لديهم أعراض الأنفلونزا وأكدت مئات الحالات منهم بحملهم الفيروس. لتكون الحالة رقم 31 هي من نقلته إليهم وعبرهم انتقل إلى المئات غيرهم ليصل عدد الحالات في كوريا الجنوبية إلى يومنا هذا حسب وكالة انباء( يونهاب) الكورية 8 آلاف و 897 أصابة منذ بداية تفشي الوباء وبلغ عدد الوفيات منها 104 حالة و 909 شخصا تعافوا.
الحالة رقم 31 مثال حي للتأثير السلبي وانتشار الوباء الذي قد يسببه شخص واحد وفي الجانب الآخر مثال حي للتأثير الإيجابي فاختر لنفسك أيهما تحب أن تكون.
فالحب أيضا عدوى والوعي كذلك حتى القراءة عدوى والألتزام بنصائح منظمة الصحة العالمية عدوى تأثر بها بمن حولك تأثير مباشر بالتزامك بها، عدوى إيجابية قد تنقذ بها نفسك وعائلتك وحارتك وتنقذ بها شعب بأكمله خاصة في غياب الدولة.
إذا تعامل الفرد مع الأزمة بمسؤلية ستمر بإذن الله ولسنا بحاجة للعودة إلى التاريخ لنستشهد بأمم وحوادث قد خلت منذ أزمنة بعيدة بل أننا نعيش انتصار أمة بوعيها واستشعارها بالمسؤلية وهي الصين بل نكتفي بمدينة ووهان بؤرة الوباء التي تعافت وبدأت الحياة تدب في أحيائها وشوارعها وليست معجزة ولا شيء من ضرب الخيال وليست الصدفة انتشلتها من الموت بدون علم أحد من ساكنيها ولكنه عدوى الوعي وحسن التصرف والسلوك السوي باستشعار الفرد الصيني بالمسؤلية طبعا بالأضافة إلى وجود حكومة قوية سخرت كل أجهزة الدولة في الحرب من أجل الأنسان المقيم على أرضها مهما كان جنسه. ولكن الدولة مهما بلغت قوتها لن تستطيع شيء إذا لم يكن الفرد يؤمن أنه قادر على أحداث الفرق بتصرفه وسلوكة فإما أن يكون مساهم في الكارثة أو مساهم القضاء عليها فاختر لنفسك.
-
محمد سيف جيوبجسدي يعيش بأرضٍ والفؤاد ومالكيه بأرض. من جنوب اليمن تحديداً من منطقة ردفان ( ردفان الثورة كما تعرف تاريخياً ) مقيم في الرياض.