يعتبر الشيخ و المجاهد آحمد باي من الشخصيات التاريخية التي صنعت مجد الجزائر وكتبت تاريخيها, فهو يعتبر رمزا من رموز المقاومة التي دافعت عن شرف الجزائر ضد العدوان الصليبي الفرنسي, فهو مثال عن ذلك القائد الفذ و الحاكم النزيه و القدير و بطلا وفارسا شجاعا ومغوارا في ساحة القتال,حيث أربك العدو و دوخه قرابة ثامنية عشر عاما.
ولد أحمد باي بن محمد الشريف بن احمد القلي عام 1786م في مقاطعة قسنطينة, عندما قدم السيد "أحمد بوضربة"مذكراته إلي اللجنة الافريقي سنة 1833م يذكر أن أحمد باي كان يبلغ من العمر 47 سنة الأمر الذي يجعلنا نحدد إزدياده عام 1786م.
وينحدر من سلالة شريفة وأسرة عريقة, حيث كان أبوه خليفة في فترة حكم "الباي حسن" وجده حاكما لمدة ستة عشر عاما على بايلك الشرق,
ترعرع الشيخ آحمد باي في وضع صعب حيث عاش يتيم الأب لذلك قررت أمه أن تفر به نحو الصحراء عند أخواله حيث تربى هناك على ركوب الخيل و الفروسية كما حفظ القرآن الكريم و هو في سن مبكرة و درس اللغة العربية و قواعدها فأصبح فصيح اللسان بالإضافة لتعمقه في علوم الدين و زيارته لمكة المكرمة من آجل آداء مناسك الحج ثم توجه لمصر حيث زود رصيده المعرفي هناك و إكتسب العلوم آكثر
بعد مساره العلمي و الديني و شجاعته و فروسيته حضي بثقة الحكومة وعين كقائد على منطقة "العواسي" و تساوت رتبته رتبة أكبر ضباط القصر, عندما تولى مهامه على راس "بايلك الشرق" شرع في تنظيم أمور البلاد ورعيته حيث قضى على الفوضى بحنكته السياسية ودهائه العسكري وهذا مايفسر بقائه في السلطة لاكثر من 22عام, يقول الحاج "احمد مبارك"في كتابه (تاريخ حاضرة قسنطينة) <أنه رجل عاقل وصالح وعالم بتسير شؤون البلاد>.
عاش سكان قسنطينة في فترة حكمه إستقرارا و إزدهارا كبيرين حتى عام1837 حيث عرف "بايلك الشرق" المعركتين الشهيرتين ضد الاحتلال الفرنسي وفي اوكتوبر1837 التي سقطت فيها قسنطينة حيث لم يتراجع قائدها الشيخ آحمد باي بل بقي يحث و يحرض القبائل وشيوخها على المقاومة و الجهاد ضد المحتل .
بقي على هذا الحال إلي غاية1848 حيث لم يجد أمامه بعد المطاردة المستمرة من فرنسا و الوشاية من العملاء والخونة إلا أن يسلم نفسه فتم إجباره على الإقامة في العاصمة.
توفي الحاج "آحمد باي" كما تشير المصادر عام 1850 الا أن هناك إختلاف في تاريخ وفاته بالضبط فهناك مصادر ترجع وفاته لعام 1851 وأما في مذكرته يقول محققها أنه توفي في سنة 1850م وسبب وفاته أيضا مازال يكتنفه الغموض حيث تشير بعض الروايات أنه قد مات مسموما آي أغتيل في حين تنكر بعض الرويات الحادثة وتؤكد على وفاته الطبيعية ودفن في زاوية سيدي عبد الرحمان بالعاصمة.
لقد ظلمه المؤرخون الغربيون ولم يعطوا له حقه وذلك لآجل تشويه تاريخ الجزائر مثله مثل (حمدان خوجة) و(إبن سالم) و (بوبغلة) و (الشيخ بوعمامة) وغيرهم من آبطال الجزائر.
ـــــــــــــــــــــــ
حساني أسامة
-
حساني أسامةطالب جامعي تخصص علوم انسانية واجتماعية