أطباء ينصحون بالتقليل من اللحوم ويحذرون من مخاطر "السموم البيضاء"
في ملتقى علمي بأزقور
نشر في 19 غشت 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
حذر أطباء متخصصون من الإكثار من تناول السكر والملح، وشددوا على أهمية الاعتماد على الخضر والفواكه في التغذية. كما نصحوا بالتقليل من اللحوم الحمراء والمصنعة لما لها من آثار في انتشار أمراض خطيرة. جاء ذلك يوم الخميس في ملتقى علمي محلي نظم بأزقور ـ إقليم تنغير ـ تحث شعار: "جودة التوجيه والتأطير ركيزة أساسية نحو التنمية المستدامة".
وقال أحمد وابي، دكتور في الفيزياء الطبية، إن المغاربة يستهلكون اللحوم بكثرة أيام عيد الأضحى المبارك، نظرا لوفرتها، بخلاف باقي الأيام الأخرى في السنة، ودعا إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في استهلاك اللحوم نظرا لما لها من آثار سلبية على صحة المستهلك.
وأضاف وابي، في مداخلته المعنونة بـ "العلاقة بين السرطان ونمط حياتنا"، أن اللحوم الحمراء تودي بحياة ما يقارب 30 ألف حالة في السنة، بينما تتسبب اللحوم المصنعة (الكاشير النقانق...)، في وفاة ما يربو على 50 ألف حالة في السنة.
وذكر الدكتور وابي خلال توجيهه نصائح، لساكنة منطقة الرﯕ الحاضرين في الملتقى، أنه منذ بداية اشتغاله في مجال تخصصه، لم يتعرف على أي حالة مصابة بالسرطان من منطقة ألنيف، لكنه في الآونة الأخيرة توصل بوفاة خمس حالات بالسرطان في المنطقة التي ينتمي إليها، مشيرا إلى أن "هذا المرض الخبيث له علاقة بنمط عيشنا اليوم، وهو ما يدعونا إلى العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي".
وأكد الدكتور أهمية تناول الخضر والفواكه، وفوائدها في التقليل من انتشار الخلايا السرطانية، لافتا إلى أنه لو افترضنا ظهور خلية سرطانية جديدة لدى شخص يتناول الخضر والفواكه بشكل يومي، "فإن هذا النمط من التغذية، يهيئ هذه الخلية للعودة إلى طبيعتها".
وينصح المتحدث ذاته، بتجنب المشروبات الغازية والمعلبات لتفادي الإصابة بالعديد من الأمراض. كما يدعو إلى التقليل من تناول "السموم البيضاء"، المتمثلة في السكر والملح، وعدم تجاوز الكمية اللازمة فيها، نظرا لمساهمتهما في الإصابة بهذا المرض (السرطان) الذي ينخر أفراد المجتمع.
وفي السياق ذاته، قال خالد عقلي، طبيب عام بألنيف، في مداخلته تحت عنوان: "مرض السكري: الوقاية، التتبع والمضاعفات"، إن حوالي مليوني شخص يعانون من داء السكري، بنسبة 5 في المائة من ساكنة المغرب، كما أن حوالي 15 ألف طفل مصاب بهذا الداء. مشيرا إلى أن حوالي 50 في المائة من المغاربة يجهلون إصابتهم بالسكري، بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
وكشف عقلي، أن معظم من يزورون العيادات من المنطقة يعانون من داء السكري، الذي وصفه بالمرض "الصامت"، مبرزا أن هذا الداء ينتشر بين مختلف الأعمار، نافيا أن يكون من يصابون بهذا المرض من كبار السن فقط، إذ يمكن أن يصاب به الأطفال الصغار منذ ولادتهم، بحسب تعبيره.
وتساءل الطبيب العام بألنيف، كيف يمكن للشخص أن يعرف بأنه مصاب بداء السكري؟ موضحا أن الشعور بالعطش الدائم وكثرة التبول، إضافة إلى الإصابة بالإرهاق المستمر، هي من أبرز أعراضه، وعلى أي شخص يشعر بإحدى هذه الأعراض أن يزور الطبيب، لأجل الفحص ومعرفة نسبة السكر في الدم. وتابع قائلا: "إن تكلفة داء السكري باهظة الثمن على المريض وعلى ذويه في حال حدوث مضاعفات طويلة الدى".
وأردف "أنه في حالة التدخل الطبي الفوري يمكن الحد من مضاعفاته، وحصول المريض على نتائج إيجابية، ويحتمل إلى حد كبير علاج المريض في حالة السيطرة على السكر، والالتزام بالحمية الغذائية المطلوبة وتتبع نصائح الطبيب وإرشاداته، فضلا عن تناول الجرعات المناسبة من الدواء".
وخلص حديثه بدعوة مرضى السكري إلى الإقلاع عن التدخين والمخدرات بشتى أنواعها، وحث أيضا على أهمية ممارسة الرياضة للحفاظ على الوزن المثالي وتفادي السمنة، كما نصح بتجنب المضاعفات الخطيرة عن طريق إجراء الفحوصات الطبية اللازمة".
يُذكر أن النسخة الأولى من الملتقى العلمي المحلي، التي نظمت على مدى يومين (14 و15 غشت 2019) بجمعية بدر الثقافية والرياضية والاجتماعية بأزقور، عرفت مشاركة خبراء وباحثين في تخصصات مختلفة، وتمحورت مداخلاتهم حول التنمية الفلاحية والاقتصادية، والتوجيه التربوي والتكوين المهني، فضلا عن محور حول الصحة وإدماج المرأة في المجتمع.
-
محمد لهميشحلم. صدق. تجرأ. فعل