آن لكم أن تنزعوا أحذيتكم ؟! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

آن لكم أن تنزعوا أحذيتكم ؟!

  نشر في 08 شتنبر 2015 .

منذ زمن حاولت أن أتوقف عن الشجب والاستنكار وحاولت الانغماس في ملذات الدنيا إرضاءً لضميري !!! كنت أشعر حينها كم نحن منافقين نبكي للحظات ونشجب ونستنكر ثم ما نلبث سويعات حتى نعيش ملذات الدنيا بحذافيرها ! فبعضنا يتحدث عن الجوع الذي حل بإخواننا وهو مدعو على مائدة بالأمتار؟! والبعض يتحدث عن حزنه على حال اخوانه هو يتراقص على الأنغام والشيلات ؟! ومنهم من كان يكتب ويبكي وهو يلعب البيلوت في إحدى الاستراحات ! ... الخ ، كنت أتساءل عن صدق مشاعرنا تجاه إخواننا المكلومين والمعذبين في مشارق الأرض ومغاربها هل هي حقيقية؟! أو هي جزء من مسلسل معتاد مستهلك نعيده كل مرة ! أو هي مشاعر صادقة لحظية يطلقها جزء من ضميرنا الحي المغيب لتأدية واجب لا أكثر ولا أقل ! قرأت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام المجاعة كانت تقرقر بطنه فقال (قرقر أيها البطن ، أو لا تقرقر ، فو الله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين) !!! يعلمنا عمر رضي الله عنه هنا مفهوم الإحساس الحقيقي الصادق ! لعل ذلك الشعور الصادق يدفعنا لاختلاق طرق لمساعدة المكلومين والمتوجعين في هذه الأرض ! فعندما نمتنع عن الطعام ونشعر بالجوع سيدفعنا ذلك الإحساس للفعل والبحث عن طرق وحلول! أليس باب الصيام يدربنا على مفهوم الإحساس الحقيقي ويدفعنا للعمل للفقراء والمساكين والتصدق عليهم ؟! فما فائدة الأحاسيس التي تشجب و تستنكر ولا تفعل ؟! حقيقة أقنعني ضميري بكل تلك الفلسفات فقد أدخلتكم في متاهات وفلسفات وحقيقة أني مستمتعة أنا وضميري بالحياة ولذتها وكنت أحادث نفسي أين سأقضي إجازة الحج داخل السعودية أم خارجها ؟! مستمتعة بنغمات أصابك عشقٌ وكنت في الماضي عندما أستيقظ صباحاً أرضي ضميري كي لا أنسى قضيتنا الأولى قضية فلسطين فأستمع للنشيد الوطني الفلسطيني (موطني ) الذي صاغة الشاعر إبراهيم طوقان لكن ضميري قال لي إني أعيش قمة نفاقي ولا يستقيم التذكر دون فعل ! ولا يحسن القول دون فعل !طوال حياتنا ونحن نشجب ونستنكر حتى شابت رؤوسنا ولم يتغير شيء ؟!! المهم لا عليكم مني ومن ضميري فقط أحتاج جواباً لذلك السؤال الذي أشغلني وأفسد علي متعة الاستمتاع بيومي في ظنكم لماذا كل أولئك السوريين هربوا من الموت وجابهوا البحر وهم ذاهبون من الموت إلى الموت ولكن بطريقة أخرى ! لماذا أداروا ظهورهم لقرابة 22 دولة عربية وأكثر من 50 دولة مسلمة ولم يلجأوا إليهم و استلاذوا بالغرب يطلبون اللجوء إليهم هل كان ذلك من شدة اليأس والظلم خيل لهم أن تلك البقاع هي الحبشة ؟! وسيجدون ملكاً عادلاً ينصرهم كما نصر رسولهم عليه أفضل الصلاة والسلام ؟! أحتاج جواباً لهذا السؤال فأسعفوني به! قبل أن أودعكم قرأت كلاماً لغولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل تقول عندما حُرق المسجد الأقصى لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون فلسطين أفواجاً من كل صوب ، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء ، أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه " أمة نائمة " .حقيقة دائماً عندما اقرأ كلامها هذا أتذكر مباشرة النوم وسريري الوثير وبراد مكيفي الجميل لذلك أستأذنكم لأستكمل نومي وأعدكم وعداً عندما أستيقظ أن أنقل لكم يومياتي عبر السناب شات وأنا أتسكع في شوارع ومطاعم الرياض وأعدكم أن ألتقط لكم صوراً لشنطتي وحذائي الماركة باهضتي الثمن والتي لو بعتهما لأطعمت لاجئي سوريا شهراً !وحقيقة رغم حرصي على تصوير حذائي دائما إلا أنه لم يحظ بأي شهرة كما حظي حذاء ذلك الطفل السوري المرمي على الشاطئ ! وحقيقة خشيت طوال الأيام الماضية أن يعرض أحدهم فكرة أن يوضع حذاء ذلك الطفل في متحف تخليداً لذكراه فتلك الفكرة ستجعلنا نمشي بلا أحذية ! من عقدة الذنب لشعورنا بالتقصير تجاه قضية سوريا ! و الحمد لله أنه لم يعرض أحداً تلك الفكرة ! لا تغضبوا مني لرفضي تلك الفكرة !! فأنا لست سيئة لهذه الدرجة فقد حاولت أن أبكي وأنا أكتب المقال ولكن دموعي لم تسعفني ! وصدقوني كانت تقاسيم وجهي حزينة وأنا أكتب ألا يكفيكم ويكفي سوريا هذا الشعور ؟! اعذروني إذا رأيتموني أضحك بعد أيام وتلاشت تلك التقاسيم الحزينة التي ازدحمت على وجهي وذلك الحذاء وذلك الطفل المرمي! فهذه مشاعرنا المعتادة نبكي سويعات ثم ننسى وكأن شيئاً لم يحدث ! ضميري يقول لي لا يكلف الله نفساً إلا وسعها فاقتنعت بكلامه !!

ألتقيكم في سناب شات مع حذائي الثمين !



  • 4

  • asmaalfahad
    أتسكع في شوارع ذاتي في حالة استماع إلى ضجيج روحي ! علني أصل يوماً حيث تحملني الطرق لصدق الأمكنة !!
   نشر في 08 شتنبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا