بعد الفراق لثلاث سنوات
مدينتي الفلوجة
نشر في 18 نونبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في عام ٢٠١٤ وتحديداً في العراق في مدينة الفلوجة المدينة التي قاومت الاحتلال الامريكي والتي اصبحت من اشهر المدن في العراق وذلك لمقاومتة دولة عظيمة وهي الولايات المتحدة الامريكية ، هذه المدينة انعم الله علية بخيرات لا تحصى ولا تعد ، قامت في هذه المدينة ما يسمى ساحات الاعتصام التي هي خراب لمدنية الفلوجة ولكن لم يكن احد يعلم بهذه المؤامرة الكبيرة من قبل بعض الذين لايريدون السلام لأهل السنة في العراق بشكل عام ، وتعتبر مدينة الفلوجة رمزاً ونموذجاً لاهل السنة في العراق ، في عام ٢٠١٤ وتحديداً في بدايتة اعلن سقوط مدينة الفلوجة بيد تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية الذين ليس لهم اي علاقة بالأسلام ، بأعلان السيطرة على مدينة الفلوجة بشكل كامل ، وبدأت هنا مرحلة التغيير في العراق واذا بمدينة الموصل وتكريت والرمادي تسير على خطى مدينة الفلوجة اذ قام التنظيم بالسيطرة على ثلث مساحة العراق . وهنا بدأت العوائل بالخروج من مدينة الفلوجة نحو بغداد واقليم كردستان الذي اصبح ملاذ أمن لجميع النازحين ، وعندما اصبحت مدينة الفلوجة محاصرة من الداخل بيد التنظيم ومن الخارج بيد الجيش العراقي الذي بدء بالقصف المدفعي على العوائل في مدينة الفلوجة وهذه العوائل لا تملك المال للخروج من مدينة الفلوجة وبأختصار ما تبقى في مدينة الفلوجة هم العوائل الفقيرة ، بدء الجيش العراقي بقصف همجي على مدينة الفلوجة اذا اصبحت المدينة على خطين تنظيم الدولة الاسلامية يعدم من الداخل والجيش يقصف من الخارج وبعد معارك شرسة بين تنظيم الدولة والجيش العراقي وبعد ثلاث سنوات أستطاع الجيش العراقي بالدخول الى مدينة الفلوجة وتحرير العوائل التي ذاقت الامرين من التنظيم ومن قصف الجيش الذي لم يبقى شيئا في الفلوجة الا وقصف حتى مساجد الفلوجة اصبحت مهدمة ولم يتبقى الا القليل منها ، وفي عام ٢٠١٦ وتحديداً في الشهر التاسع اعلنت مدينة الفلوجة محررة بالكامل وبدأت العوائل النازحة بالرجوع الى مدينة الفلوجة وتقريباً انا اول الذين دخلو الى مدينة الفلوجة وعندما دخلت وبعد فراق دام لثلاث سنوات دخلت الى المدينة في الساعة ٥:٠٠ عصراً وبدأت بالتجول في المدينة واشأهد الخراب الذي حل بمدينتي التي كانت من اجمل المدن بعيني بدأت دموعي بالنزول فرحاً ، وعندما دخلت الى منطقتي صدمت بما حل بها من خراب وها انا اقترب الى بيتي الذي يقع في حي الضباط في وسط الفلوجة وشاهدت منزلي بعد ثلاث سنوات من الغياب ودخلت بيتي ولم اتوقع يوماً انني سأعود الى بيتي ، وهكذا انتهت قصة النزوح ويوم بعد يوم بدأت الحياء تعود تدريجياً الى المدينة ، ولن ننسى من وقف معنا في هذه محنتنا في الاقليم وفي بغداد وباقي مناطق العراق التي سجلت موقفاً رائعاً مع اهلهم الذين تحملوهم لثلاث سنوات .
-
محمد المشهدانيكاتب عراقي