في حضرة نفسي الامارة بالنقد قبل السوء، تجرعت من نبيد الغبن حد الثمالة في هذا الوطن، سأصلي صلاة جنازة على وطن علمنا حبه دون أن ننتظر من سخائه الكثير، فكانوا يلقنوننا كل يوم "حب الأوطان من اﻹيمان"، وعلمونا أن "النظافة من اﻹيمان" أيضا، وتناسوا أنهم نجاسة على حصير البلد. يدعون الشرف، فكفرت بملة الشرف عندهم. حتى الديموقراطية والمساواة التي يتغنوا بها في أحاديثهم لم نطعم منها إلا القليل، فكنا متساوين في الغبن. دعونا نتوضأ بعرق الكادحين الباحثين عن الحلال، فعرقهم أطهر من مياه نبتاعها في قنينات لست أعلم إن كنا مصنعيها.
في هذا الوطن، يتسكع الجهل بلا رقيب ولا حسيب، بل مدارسنا أكبر مصدر للجهل، حتى التاريخ الذي يدرس لنا، كتب في غفلة منا. قلة هم الجائعون إلى المعرفة هنا، بالمقابل، كثرة هم فقهاء كل شيء، الذين يدعون معرفة الدين والسياسة وعلم النفس وعلم الفلك،..
عدنان الامغاري- طنجة