كنت أبدأ يومي بصباح يجمله صوت أمي الحنون ولمسة أبي الدافئة ، صباح تنبعث منه رائحة القهوة والياسمين التي هي أشبه برائحة الحياة .
الشمس أرسلت جيشها الأول من الأشعة ليغزو سماء يومنا الجميل .
وزهور حديقتنا التي كبرت معنا جادت علينا بشيء من عبقها المعشوق ؛ كنت ألتمس في جمال تلك الصباحات شيئا من الجنة .
لم تغير الحرب إلا الكثير !
صرت أبدأ صباحي بتقبيل أمي المقعدة التي لا تقوى على تحريك إصبعها ... وبدون أبي
لم أعد أشم رائحة القهوة ممتزجة بعبق الياسمين كل صباح ؛ وإنما غدت رائحة البارود تفسد الحياة صبحا ومساء ..
يلاحق جحيم البارود ودخانه كل حبة قهوة قد تمنح المشرد دفئ الحنين للاستقرار
ممحاة فتاكة مسحت شمس الأيام ..
احترقت حديقتنا وتفحم الورد ..ذهب عبقه إلى اللاعودة
وانقلبت الجنة جحيما ..
...
لم يعد لدي شيء أثمن من وطني لأدافع عنه ، أدركت أن الوطن جزء من الروح بل الروح كلها ...
الوطن شيء أعظم من أن يفهم معناه الخائنون ..
هو جنتي وإن كان جحيما ؛ ودفئي في عز الصقيع ...
هو شوكة في حلق كل مستعمر !
وطني هو القمة التي أسعى للوصول إليها ؛ هو سلامي إذا ما اشتعلت الحرب .... وأماني في مرارة الخوف .
ذرة واحدة من ترابه إذا انتشلت غبت ؛ وغاب جمال الصباح الذي أعشقه وأنشده ...
لأجل الوطن والربيع : سأغرس شجيرة الأمل وأتعهدها ؛ لتزهر وتحلو بعبق أريجها جمعتنا في رحاب الوطن .
........
#شيماء_حاجي_محمود
التعليقات
لم تغير الحرب إلا الكثير !
ألجمني المقال عن كتابة أي تعليق،
واعذري كلماتي المترنحة خجلا يا شيماء، فالجرح واحد ولكن سأكتبها عسى أن أن تلملم شيئا من جراحاتك، ما أجمل إحساسك بالأمل ذلك الشيء وإيمانك بالوطن وأبشري بخير فقدر دمشق كما قال نزارها أن تمزق خارطة الذل
اركبي الشمس يا دمشق حصانا
ولك الله حافظ وأمين
ادام الله قلمك وبلدك وحفظك واهلك من كل شر، وبالتوفيق على امل ان نقرأ باذن الله عن ثمرات شجيرة الامل التي زرعتها، بالقريب العاجل.
قلوبنا معكم. نتألّم لما يصيبكم من لوعات. جمع الله شملكم مع الوالد الطيب. أبهرينا دوماً بالخواطر الدافئة كما الشمس، والعذبة كما الأرواح الطيبة في بلادك الجميلة. فالكتابة خير وسيلة للخروج من ظلام العذابات والألم إلى فضاء النعيم الروحي.