* المسجد الأقصى على فوهة بركان يا عرب و يا مسلمين*
- لا للتقسم الزماني و لا المكاني للأقصى و القدس-
نشر في 18 شتنبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الحمد لله رب العالمين، له العزة والكبرياء، يحكم ما يشاء ويختار، يعزّ من أطاعه واتّقاه، ويذلّ من خالف أمره وعصاه.
أحمده سبحانه وأشكره حمدا وشكرا يملآن أرضه وسماه.
و أشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه ومصطفاه، وعلى آله وأصحابه والتابعين وكل من نصره ووالاه.
أمّا بعد:
أيها العرب والمسلمون:
لقد تكاثرت نكبات الأمّة، وتوالت عليها الأحداث العظام، وتفتقت فيها الجراح والآلام.
ففي مثل هذه الأيام، لا تزال أمتنا تبتلى بأحداث وقضايا ينسى آخرها أوّلها، ويغطي حديثها قديمها.
أيّها الإخوان:
لم يسجل التّاريخ العربي والإسلامي قضيّة خطيرة تجمّعت فيها الأحقاد العالميّة، وبرزت فيها المتناقضات الدولية مثلما سجل في قضية فلسطين المسلمة وقدسها الشريف كما لم يسجل التاريخ خطأ فادحا أو خطيئة أبشع ولا أفظع من انخداع العرب والمسلمين بخطط الأعداء في دحرجة قضية القدس وفلسطين من دائرتها العربية والإسلامية الواسعة المتينة وحصرها على أنها شأن داخلي يخصّ شعبا أعزل وهو الشعب الفلسطيني لا العرب ولا المسلمين.
لقد فصلت القضية وبترت عن قوتها المؤثرة وطاقتها الدّافقة حتى تاهت في غبار النكسات، والتواء المساومات، فتحولت قضية فلسطين والمسجد الأقصى إلى أمر عادي ليس من صلب اهتمامات المسلمين ولا شأنا من شؤونهم الكبرى التي تسترعي اهتمامهم وتشد بالهم إلى مايجري في رحاب المسجد الأقصى والقضاء على المعالم التاريخية الاسلامية المتواجدة من حوله.
استغل اليهود الغاصبون الفرصة ووجدوها سانحة حينما طفحت الخلافات الفلسطينية على السطح ووصلت إلى حدّ الاقتتال والتناحر، وأمام الغياب الكلي للمسلمين وغفلتهم عن هذا الأمر، بأن ينفذوا حلمهم المزعوم ومبتغاهم الخير تحت تبريرات واهية مزعومة.
إن إقدام اليهود على هدم صور وباب المغاربة قرب باحة المسجد الأقصى، هذا المعلم التاريخي العتيق الذي يرمز إلى أثر الحضارة العربية الاسلامية هو دليل آخر على ما يكنّه اليهود من حفد دفين، و كره بغيض مبين، لكلّ ما يرمز للإسلام و مقدساته و معالمه الخالدة الغائرة في عمق المسجد الأقصى، هو دليل آخر على رفض اليهود للتعايش السلمي مع الحضارات الأخرى و احترام مقدسات الآخرين.
و إنّ إزالة أسباب الخذلان الذي لحق بالعرب و المسلمين هذه الأيام لا يعدله إلاّ حكم القرآن، الحل بيّن و الحقّ ليّن، فهل يفيق الذين هم في سكرتهم يعمهون، و إنّ ميل الميزان أهمّ و أولى من إزالة آثار العدوان، وطغيان اليهود لا يوقفه إلاّ عدل الإسلام، و ليستيقن الجاهلون أنّهم لن يروا نصرا و لن يحفظوا أرضا ما داموا مصرّين على الألقاب الضالة و المناهج المنحرفة، إنّ هذا الركام كلّه هو نبت الشيطان و غرس الكفار، وهو الذي يحجب نصر الله و يمدّ في حبال اليهود و يزيد من سيطرتهم الماكرة و هيمنتهم المستغربة، قال تعالى:" و لينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويّ عزيز" الحج:40، و قال سبحانه:" و كان حقّا علينا نصر المؤمنين" الروم:47، و قال عزّ من قائل: " و إنّ جندنا لهم الغالبون" الصافات: 173. و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل.
-
محمد لعروسي حامديبعد أن قضيت فترة زمنية في التعليم الثانوي انتسبت في سنة2000م إلى وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف فاشتغلت فيها: مفتشا للتوجيه الديني و التعليم القرآني....