في معهد الفضاء المدني حيث برزت نبتة الخير والعطاء للمجتمعات الإنسانية من خلال رفد الشعوب العربية بأجود أنواع التعليم القيمي الحديث من حيث المعلومات والبيانات والمعارف والأدب والعلوم الإنسانية التي تخدم جميع فئات المجتمعات وطبقاتها المجتمعية الصغيرة والكبيرة الغنية والفقيرة والمتعلمة وغير المتعلمة، نعم أنه معهد الفضاء المدني الذي يهيئ الجو في التعليم المجتمعي والإنساني لكي ينبغ منه الرواد والمميزين في رأس الهرم المجتمعي والطبقي ويعدهم بأحدث المناهج الدراسية الحديثة لكي يكونوا مواطنين صالحين في مجتمعاتهم وينبع منهم العطاء والتفاني من أجل مجتمعاتهم الإنسانية الحديثة.

من خلال مشاركتي في المساق الثاني هيكل تنظيم المجتمع والمشاركة أصبحت قادراً على إستنباط بعض المعلومات التي كنت أفتقر إليها في السابق وقد زوت بها وأصبحت قادراً على ذكر ما حاولت أمتلاكة من هذا الصرح العلمي الشامخ معهد الفضاء المدني.

هناك تساءل يقول؟ ماذا يكون المجتمع بحد ذاته في مجال المشاركة المجتمعية وبماذا يمكننا التعريف عنه، المجتمع هو العنصر الاساسي في التنمية انطلاقا من زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الاساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه وان التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تتحقق الا من خلال تمكين جميع شرائح المجتمع من المشاركة في التغيير عن احتياجاتهم ووضع الخطط والبرامج لذلك.

فالمشاركة المجتمعية هي العملية التي يلعب فيها الفرد من خلالها دور في الحياه السياسية والاجتماعية لمجتمعه وتكون لدية الفرصة لان يشارك في وضع الاهداف العامة وكذلك افضل الوسائل لتحقيق وانجاز هذه الاهداف وهذا يعني مسؤولية الافراد والجماعات في المساهمة في تنمية مجتمعاتهم وبالمقابل مسؤولية المجتمع في اشباع احتياجات افراده.

ونظرا لأهمية المشاركة المجتمعية فان بعض الدارسين والباحثين يعدها وسيله في ذاتها ويقدر فاعليتها بقدر ما تصبح احدى الرئيسية لتمكين المجتمع من ان يكون له دور قيادي في حركته نحوبلوغ اهدافه مع النمو والتقدم في جميع المجالات الإنسانية الحديثة والمعاصرة.

فالمشاركة المجتمعية هي احدى ادوات تفعيل الديمقراطية في المجتمع واداة للتغير يمكن من خلالها الاسهام في بناء مجتمع ديمقراطي حر وعادل تدار فيه الشؤون العامة من خلال الناس ومن اجلهم على اساس احترام الكرامة الانسانية والديمقراطية والعدل الاجتماعي والمساواة بين جميع المواطنين وبالمشاركة تتم تحريك همم وطاقات المواطنين للإسهام في مواجهة التحديات للتنمية البشرية حيث تتحقق المشاركة عندما يشعر الفرد المواطن الفرد انه جزء من المجتمع الإنساني الذي يعيش فيه.

لقد قدمت المؤسسات الأهلية والمحلية في البلدان العديد من المشاريع التنموية للمجتمعات المحلية بهدف تحقيق الأهداف التنموية في مستوياتها المختلفة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، إلا أن هذه المشروعات التنموية ورغم انجازاتها على الأرض، واجهت العديد من الإشكاليات والمعيقات مما حال دون تحقيق أهدافها بالكامل، فهي من ناحية لم تنطلق بمعظمها من أولوية الاحتياجات المجتمعية ومن ناحية ثانيه لم تستكمل لتحقيق أهدافها النهائية، بالإضافة لفقدان حالة التوافق ما بين المؤسسات ذات العلاقة مما حال دون تعظيم أثار هذه المشروعات التنموية في المجتمعات الإنسانية.

لقد شكلت عملية دمج المجتمع المحلي في التنمية كأحد مرتكزاتها، وذلك من خلال إشراك جميع الأطراف بمراحل التنمية المختلفة، هذه المشاركة القادرة على تحرير قدرات المجتمع المحلي وتعظيم التعاون ما بين مؤسسات المجتمع، وإبراز أهميه العمل التطوعي، وتعظيم حالة التوافق في الأداء ما بين المجتمع والمؤسسة الداعمة، مما يوصل المجتمع المحلي إلى تحقيق نجاحات متراكمة تخدم أفراده بشكل اكبر بالإضافة الى تقوية

العمل المؤسساتي داخل المجتمع المحلي والمؤسسة التنموية الداعمة، ومن ثم تعزيز ثقة الممول بالمشاريع المقدمة للمجتع.

تهدف "المشاركة المجتمعية" إلى صياغة خطط وطنية ومحلية وقطاعية بين الحكومة والمواطنين، وإعداد موازنات تشاركية للحكومات، وتعزيز الديمقراطية بآليات دائمة من الشفافية والمساءلة والمراقبة الاجتماعية، وتدريب المواطنين وتقوية عمليات التواصل بين المجتمع المحلي وقيادته المحلية والمنظمات غير الحكومية التي تمثله من جهة وبين السلطات المحلية والوطنية من جهة ثانية.

تعني "المشاركة الشعبية" المشاركة القائمة على الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، مشاركة من الأفراد والجماعات والقيادات في كل ما يتصل بالحياة في المجتمع المحلي بوجه عام، وفي كل ما يتعلق بتنمية موارد الناس الاجتماعية والاقتصادية والفكرية بوجه خاص، يسهم فيها كل مواطن بما يستطيعه أو يملكه بدافع من رغبة حقيقية نابعة من اتجاه اجتماعي ومبادئ ثقافية أخلاقية فهوم المشاركة المجتمعية في الحكومات المحلية لا يبدأ ولا ينتهي بممارسة المجتمعات المحلية حقها في انتخاب من يمثلها في المجالس المنتخبة، بل الانتخاب هو نتيجة لإدراك المجتمعات المحلية، أن التعبير عن مصالحها وتحقيق حاجاتها، إنما يكون بالرجوع إليها وأخذ رأيها فقط. وأن الأعضاء المنتخبين يعبرون عن تلك المصالح وتلك الحاجات؛ لا يقولون بما يعتقدون أو بما يرون أو بما يتصورون؛ فهؤلاء الممثلون هم قنوات الشعب نحو السلطة، فهم ليسوا الشعب، بل هم ممثلو الشعب في بيت السلطة لا ينبغي القول إن السكان المحليين، إنما يشتركون في صنع السياسات العامة لمناطقهم من خلال انتخاب ممثليهم في السلطة المحلية، وهؤلاء الممثلون المنتخبون هم من يقرروا بالنيابة عن السكان ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله. هذا القول ليس دقيقا تماما، ومن يرى صحته هو يصادر حقوق السكان المحليين في رسم السياسيات العامة، وفي تأثير على صنع القرارات التي تهمهم وتلبي حاجاتهم.

إذا كان لابد من قيام المؤسسات بكافة اشكالها تعليمية كانت ام اقتصادية اوزراعية بادوار في مجال المسؤولية المجتمعية ليس من منظور الصدقة والاحسان انما من منطلق التعليم والتاهيل المجتمعي, وتوفير اليات فاعلة في مجال التصدي للتحديات القائمة ومحاولة ايجاد حلول للمشكلات التي تقف حائلا في وجه النمو الاقتصادي لجميع بلدان الوطن العربي ولا سيما التي تدمرت بعد أحداث الربيع العربي.

تشير السياسة إلى توزيع السلطة وممارستها داخل المجتمع ، وتشير السياسة إلى المؤسسة السياسية التي يتم من خلالها توزيع السلطة وممارستها. في أي مجتمع ، يجب اتخاذ القرارات المتعلقة بتخصيص الموارد والمسائل الأخرى. باستثناء ربما في أبسط المجتمعات ، يتخذ أشخاص معينون وغالبًا منظمات محددة هذه القرارات. اعتمادًا على المجتمع ، يتخذون هذه القرارات في بعض الأحيان لمجرد إفادة أنفسهم وأحيانًا أخرى يتخذون هذه القرارات لفائدة المجتمع ككل. بغض النظر عمن يستفيد ، النقطة المركزية هي: بعض الأفراد والجماعات تتمتع بسلطة أكبر من غيرها.

كما يوحي الاسم ، فإن السلطة التقليدية هي القوة التي تضرب بجذورها في المعتقدات والممارسات التقليدية أو الطويلة الأمد في المجتمع. إنه موجود ومخصص لأفراد معينين بسبب عادات وتقاليد هذا المجتمع. يتمتع الأفراد بالسلطة التقليدية لسبب واحد على الأقل لسببين. الأول هو الميراث ، لأن بعض

الأفراد يمنحون سلطة تقليدية لأنهم أطفال أو أقارب أشخاص آخرين يمارسون السلطة التقليدية بالفعل. السبب الثاني الذي يجعل الأفراد يتمتعون بالسلطة التقليدية هو أكثر تديناً: تؤمن مجتمعاتهم بأن الله أو الآلهة يُمسحهم ، بناءً على معتقدات المجتمع الدينية ، لقيادة مجتمعهم. تعد السلطة التقليدية شائعة في العديد من المجتمعات ما قبل الصناعة ، حيث يكون للتقاليد والعادات أهمية كبيرة ، ولكن أيضًا في الأنظمة الملكية الحديثة ، حيث يتمتع الملك أو الملكة أو الأمير بالسلطة لأنها أو هي من أسرة ملكية.

تمنح السلطة التقليدية للأفراد بغض النظر عن مؤهلاتهم. لا يتعين عليهم امتلاك أي مهارات خاصة لتلقي سلطتهم وممارستها ، حيث أن مطالبهم بها تستند فقط على سلالة دمهم أو تعيينهم الإلهي المفترض. يمكن للفرد الممنوح للسلطة التقليدية أن يكون ذكيًا أو غبيًا أو عادلًا أو تعسفيًا ، ومثيرًا أو مملًا ، لكنه يتلقى السلطة بنفس الطريقة بسبب العادات والتقاليد. نظرًا لأن جميع الأفراد الذين مُنحوا السلطة التقليدية ليسوا مؤهلين بشكل جيد لاستخدامها ، فإن المجتمعات التي تحكمها السلطة التقليدية تجد أحيانًا أن الأفراد الذين يمنحونها لا يصلون دائمًا إلى الوظيفة.

هذا يعني أن المجتمع المنظم، هو الذي تكون تشكيلاته السياسية مؤدية إلى منح جميع افراده الفرص الكافية، والمتكافئة لإشباع حاجاتهم في الحرية والحياة الرفيعة، وصنع القرار. ولكي يكون المجتمع كذلك، لابد لأفراده أن يؤدوا الخدمة للصالح العام، بحيث يشعر الفرد أنه إذا عمل من أجل المجتمع إنما هو يعمل لنفسه، وأن المجتمع لا يمكن له النهوض إلا به.

نخلص مما تقدم ذكره أن المشاركة المجتمعية في صنع قرارات السلطات المحلية:-

• تسهم في تقديم فهم وتصور واضحين لطبيعة المشاكل في المناطق المعنية بالتنمية، وذلك من خلال إدراك المواطنين لحجم مشكلاتهم وموارد المنطقة وإمكاناتها؛

• تؤدى المشاركة الحقيقية والفاعلة إلى تعلم المواطنين عن طريق الممارسة، فيتعلمون كيف يحلون مشكلاتهم واستغلال مواردهم مع مرور الوقت من خلال الصواب والخطأ؛

• تعمل المشاركة الشعبية على تقليص الدور الأحادي المتعاظم للحكومة أو المركز كما أنها تحجم دور الصفوة والنخب في المجتمع، وتساهم في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن البنى الاجتماعية القائمة؛

• تعزز المشاركة المباشرة الثقة بالنفس –أي ثقة المواطنين– الأمر الذي يولد فيهم الاستعداد النفسي وتنظيم أنفسهم في تنظيمات وهيئات مجتمعية تساند الحكومة في توفير احتياجاتهم وتشارك في وضع الخطط وتنفيذها وتقويمها.

• مشاركة المواطنين تجعلهم أكثر تقبلاً للقرارات والمشروعات والبرامج التنموية التي يشاركون فيها بفاعلية وبروح الفهم والمسئولية الأمر الذي يؤدى إلى نجاحها.

• تحفز المشاركة أفراد المجتمع على المبادرة، وفتح باب التعاون مع الجهات الرسمية ودعمها بالأفكار البناءة والصائبة.

• تسهم مشاركة المواطنين في إرساء وتأكيد القيم الخاصة بالمحافظة على المال العام.

هناك فيديو تعلمي أعجبني كثيراً وكنت أجهل الكثير عن إلا وهو مجتمع الذئاب فيا ترى ماذا تعلمت من هذا المجتمع العظيم في إدارة مجتمع بكل تفاني وإخلاص، منذ الأزل وغابر الإزمان خشي الإنسان من الذئاب ودفعه خوفه إلى الإساءة إليها غير أن الحقيقية تكشفُ أن الذئاب حيوانات ذكية واجتماعية، وقد استطاعت البقاء على قيد الحياة رغم جميع المخاطر على مر العصور وذلك لأن حياة الذئاب يسموها النظام والرتابة في تولي مهام السلطة يمكننا القول أنه نظام سلطوي صارم وانضباط في توزيع الأدوار على كامل القطيع، ترفع الذئاب رؤوسها وهي تعوي لتتمكن من إيصال صوتها إلى أبعد مسافة ممكنة لتجمع أفراد القطيع، ولتلفت إنتباه الشريك إلى شريكته، ولتحدد المنطقة التي تقع تحت سيطرة القطيع، ولتخيف أعداء القطيع وتحذرهم من الإقتراب حتى في مشيها في جماعات فهي تراعي أمن وأمان القطيع من بداية السير حتى النهاية والغريب في الأمر أن الملك والقائد لمجموعة الذئاب يكون في مؤخرة القطيع لكي تكون المؤخرة في حماية تامة.