كورونا .. بين الوباء والدعاء - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كورونا .. بين الوباء والدعاء

  نشر في 18 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

عندما يتوغل الغباء الى عقول الغوغاء يصبح العالم ساحة لاسترخاء الطبيعيين من البشر، الذين أكاد أجزم بأنهم في الدنيا أقل مع عدد أصابعي وإياك، وعندما يرتكن المخلوق الى التمتمات للنجاة، ويصبح الأثرياء أكثر ثراء والأغبياء أكثر غباء، وعندما نصبح ونمسي ونحن نبكي لكي لانلقى الله بأيدي كورونا، فتلك هي والله قمة اللا ايمان. أوليس الايمان ركيزة النجاح والفلاح وحلم الجنان؟. ولكنها حماقتنا وعمق غوغائيتنا و رعاعتنا التي جعلت من الدين اريكة للاسترخاء في انتظار سهرات الحور والأنهار دون عناء سوى تمتمات ودمعات وجسديات، وهي ذاتها السهرات والليالي الملاح التي نعيبها على الأثرياء وأصحاب النفوذ، فجوائزنا هي ذاتها معاصيهم، وهي حصاد الركع السجود في الظاهر، الصيع الفسود في الباطن..!. كذلك السفيه التي يسبني في تعليقاته على مقالي لأنه يدافع عن الله وفي باطنه فاجر الأخلاق فاسد الطباع، وكأن الإله يحتاج للأقباح من الذين يستترون كل يوم مما ابتلوا فيه لكي يحمونه من أفعال المشهرين من أصحاب أفعال أدنى مما يفعل المتظاهرين بالعفة والمبطنين العَفَنَة..!!.

هو الغضب الذي يستشري في كل بقاعي لأننا نتعامل مع المارد كورونا، قاتله الرب، كما تتعامل القطعان مع الأوباء. لولا أن حكوماتنا، التي انهكناها بتواكلنا وهي ترعانا كالماشية، لكُنَّا في سبات استهتارنا وتواكلنا وتفاهتنا وضياعنا بين المتناقضان؛ الجبري الذي يرى أن الانسان مسلوب الإرادة والقدرة، وبين القدري الذي يفعل ما يريد دون إرادة الله عزّ وجلّ.

إنه كورونا يا سادة، إنه الصغير الذي أرعبكم وأقلق مضاجعكم و أرهب فكركم وأعجز صنيعكم. إنه كورونا الذي صلبكم و أفاقكم وأصلح حالكم، إنه الخير الذي جاء بصورة الشر كله، إنه الشيء الذي لا نراه و نرتعب من طاريه، إنه الوهم الذي زاد من جعلنا قطيعا في زمن آمنا بقطعانيتنا وسلمنا بأننا لسنا سوى خاضعين لإرادة الطبيعة مسلوبي القرار وليس لنا سوى الفرار الى ظلمات ليالي الايمان والتمتمات.

أوليس كورونا الذي جعلنا نرتكن الى بيوتنا ونرتجي أمازون وأخواتها أن توصل لنا منتجاتهم الى اوكارنا؟ أوليس كورونا الذي رفع أسهم أمازون وسفل أسهمنا؟ أوليس كورونا من ذكرنا بكيماوي حرب الخليج الذي دفعنا دفعا لشراء وتخزين المؤن، أوليس كورونا الذي أغلق صالونات تجهيز الإناث لليالي الذكور؟ أوليس كورونا الذي جعلنا نصرف على مراعينا قبل التبذير في مالاحاجة لنا به؟ أوليس كورونا، عدو الانسانية الصغير، هو من رسخ فكرة العولمة وأنهك الاقتصادات المهترية؟.!.. أولست يا كورونا جبانا تتخفى كالجان لتهددنا نحن معشر الأنس بالتوغل في أحشاءنا لتبعث عطساتنا فتنشر سلالتك في بقايانا؟.!. أولست من جعل الانترنت آخر الآمال التي أضحت متنفسنا من عزلتنا التي فرضتها علينا.؟.!. أولست شيطانا يا كورونا بل أسوأ من ذلك الذي زين لنا المعاصي وجعلناه عذرا لكل سيئاتنا.؟.!. أولست من زاد الاثرياء ثراء وزدتنا نحن المفلسين خلقا انحطاطا.؟.!. أولست أداة تسويق مجانية لتجار الغذاء والدواء؟. أولست يا كورونا من قدمت لنا كل الأدلة بأننا ليس سوى دمى تافهة تدنى عمن هم أمم أمثالنا؟.. أولست يا كورونا من دفعنا للتدافع على الجت والبرسيم، لأن كل حاجتنا من الحياة هو الرعي كما ترعى النعاج، نتهافت لإشباع ذات الرغبات التي تعيش لأجلها البهائم، أكل ونوم وجنس وغائط، ولا نتهافت الى المختبرات والبحوث لنبحث عن الحياة ونعد العدة لنواجه جيوش كورونا التي غزت عقول الرعاع وأضحكت سادتهم.

شكرا كورونا لأنك دغدغت مشاعرنا وقومت حياتنا وجعلتنا نفكر ألف مرة قبل الفجور!.. شكرا كورونا لأنك جعلتنا نعيش في هذا الزمن الجميل الذي غيرت خلاله فينا ما عجزت عصور الظلام والنور أن تغير.. شكرا لك كورونا لأنك سلخت جلود المتظاهرين بالصلاح.. شكرا لك كورونا لأنك ضحكت علينا وأضحكت الخلائق علينا.. ولكن يا صديقي كورونا الذي أكره أن الاقي.. ياصديقي كورونا.. لِمَ تفعل بنا وحدنا من دون بقية الأنعام كل هذه الأفعال؟.. لِمَ تصيب أجسادنا وعقولنا وتعجز أن تصيب أجساد البقرات والتيوس.. أولسنا نحن أمم مثل الثيران والغنمات؟.. أولسنا نحن أفضل من الأنعام بما فعلنا في هذه الأرض من تطور وتقدم؟. أنت ياكورونا لم تكن في حسباننا نحن أمة الفرقان، ولكنك لست سوى فلما من صناعة الغَرْبان..!.. وفي النهاية سيبيعونا الدواء وينهون الداء ويصنعون لنا اسلوب حياة كما يشاؤون.

نعم لقد تغيرت حياتنا الى الأبد.


  • 3

   نشر في 18 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

أسئلة شائعة بخصوص الكورونا؟
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا