في سابقة هي الأولى من نوعها على مدار التاريخ الإسلامي ، أن يتم إستفتاء علي الهواء و في قلب المسجد الحرام و من أمام الكعبة المشرفة .
فجأة وبدون ترتيب مسبق من سلطات أو بروتوكولات ..
عشرات الألاف من المسلمين على إختلاف مشاربهم ولغاتهم وجنسياتهم ، ممن كانوا يطوفون حول الكعبة ، حين رأوا رئيس الوزراء التركي "داود أغلو" بينهم ، راحوا يهتفون باسمه وباسم تركيا ويكبرون ويهللون ، حتى هزت أصواتهم أرجاء المكان و حركت الوجدان.. صحيح أن المكان له قدسيته ولا يجوز تصرف هكذا ولكن العفوية كانت هي الصورة الغالبة على المشهد برمته .
في إعتقادي أن ما جرى يُعد إستفتاءً على الهواء ، لأن إجراءه لم يتطلب صناديق زجاجية أو خشبية أو مراقبين و منظمات حقوقية دولية أو محلية أو قضاة تزوير، أو رشاوى إنتخابية لشراء الأصوات كالتي رأيناها مؤخراً في مصر "المحروسة" زمن العسكر .
نعم المكان أطهر بقاع الأرض والطائفين في أنقى لحظات عمرهم ، وبالتالى النفاق السياسي لا ماكان له .
هذه الهتافات العفوية التي دوى بها المسجد الحرام ، في تصوري أنها ترسل مجموعة من الرسائل الرمزية سواء أكانت سياسية أو دينية لا يجب إغفالها ..
1 - تركيا القيادة تسير وفق منهجية إسلامية صحيحة ، وإن حاولت خفافيش الظلام أن تشوهها .
2 - المسلمين علي اختلاف أطبافهم يجذبهم الحنين إلى تركيا الحضارة والتاريخ والخلافة .
3 - عطش كبير في نفوس المسلمين للوحدة والإتحاد التي ما برح قادة تركيا ينادون بها .
4 - نجاح المسار التضامني "التركي" لكل القضايا العربية و الإسلامية ، الذي تنتهجه نظامها و يلقى موافقة وتأييد واسع في نفوس معظم المسلمين .
5 - رسالة تقدير وشكر وعرفان من المسلمين لما تقدمه تركيا القيادة والشعب من استضافتها لملايين اللاجئين السوريين وغيرهم من الأجناس الأخرى دون أن يرتفع صوتها شاكية لأحد .
6 – هذه المشاعر الدافئة والعاطفة الجياشة التى عبرت عنها هتافات الطائفين ، تؤكد رفعة مكانة تركيا حكومة وشعباً لدى المسلمين .
بالعودة إلى ما جرى مع السيد داود أوغلو من هتافات ترحيب ، أجد نفسي مضطراً إلى الوقوف أمامها و أن أعقد مقارنة بين زيارة الجنرال (المنقلب) عبد الفتاح السيسي إلى نفس المكان ، وما رأيناه حينها من مشهد مخزي ، حين احاطت به كتيبة من قوات الخاصة السعودية وكأنه في ميدان قتال يخشى من الأعداء ، فكانت الصورة ، إستفتاء و دلالة واختصاراً لا يحتاج إلي أدلة على وضاعة الرجل وإنحطاط قدرة في نفوس المسلمين نتيجة تاريخه الإجرامي .
و على الرغم أن المشهدين كانا في مكان واحد ولكن الشخصيات والأنظمة مختلفة ، وبالتالي نحن أمام فرق كبير ليس بين الرجلين ، لأنه لا مجال للمقارنة بينهما على الأطلاق ، فشتان بين رجل علم وسياسة وحكمة و رجل لا يجيد إلا إطلاق الرصاص على صدور المسلمين ، وإنما المقارنة هنا بين نظام "تركي" ديمقراطي ينتهج الإسلام السياسي في صورته الرشيدة الحديثة الناضجة ، نظام إستطاع بإخلاص أن ينهى عقود من حكم العسكر وفسادهم و ينتشل بلاده وشعبه من هوة الديون والفقر والفساد الإدارى ، إلى واجة التاريخ ومزاحمة العالم المتحضر ليكتب سطور ناصعة عن تجربة الإسلام السياسي الناجح .
، في المقابل نظام "مصري" إنقلابي ديكتاتوري عسكري علماني يكره . الدين ويحارب المسلمين ويحرض على ثورة ضد الثابت من الدين إرضاءً للأخرين . نظام فشل في كل ما وعد به ، بل في كل مناحي الحياة ووصلت البلاد في عهده إلى حافة الإفلاس الإقتصادي ، ناهيك كبّته للحريات بخلاف إجرامه و إرتكابه لجرائم إبادة جماعية بحق كل معارضية .
هذا هو الفرق بين نظام تركيا الحرية و التنمية "المسلم" وبين نظام السيسي الدكتاتوري "العلماني" في صورته المتوحشة .
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...