إستفتاء على الهواء . - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إستفتاء على الهواء .

  نشر في 06 فبراير 2016 .

في سابقة هي الأولى من نوعها على مدار التاريخ الإسلامي ، أن يتم إستفتاء علي الهواء و في قلب المسجد الحرام و من أمام الكعبة المشرفة .

فجأة وبدون ترتيب مسبق من سلطات أو بروتوكولات ..

عشرات الألاف من المسلمين على إختلاف مشاربهم ولغاتهم وجنسياتهم ، ممن كانوا يطوفون حول الكعبة ، حين رأوا رئيس الوزراء التركي "داود أغلو" بينهم ، راحوا يهتفون باسمه وباسم تركيا ويكبرون ويهللون ، حتى هزت أصواتهم أرجاء المكان و حركت الوجدان.. صحيح أن المكان له قدسيته ولا يجوز تصرف هكذا ولكن العفوية كانت هي الصورة الغالبة على المشهد برمته .

في إعتقادي أن ما جرى يُعد إستفتاءً على الهواء ، لأن إجراءه لم يتطلب صناديق زجاجية أو خشبية أو مراقبين و منظمات حقوقية دولية أو محلية أو قضاة تزوير، أو رشاوى إنتخابية لشراء الأصوات كالتي رأيناها مؤخراً في مصر "المحروسة" زمن العسكر .

نعم المكان أطهر بقاع الأرض والطائفين في أنقى لحظات عمرهم ، وبالتالى النفاق السياسي لا ماكان له .

هذه الهتافات العفوية التي دوى بها المسجد الحرام ، في تصوري أنها ترسل مجموعة من الرسائل الرمزية سواء أكانت سياسية أو دينية لا يجب إغفالها ..

1 - تركيا القيادة تسير وفق منهجية إسلامية صحيحة ، وإن حاولت خفافيش الظلام أن تشوهها .

2 - المسلمين علي اختلاف أطبافهم يجذبهم الحنين إلى تركيا الحضارة والتاريخ والخلافة .

3 - عطش كبير في نفوس المسلمين للوحدة والإتحاد التي ما برح قادة تركيا ينادون بها .

4 - نجاح المسار التضامني "التركي" لكل القضايا العربية و الإسلامية ، الذي تنتهجه نظامها و يلقى موافقة وتأييد واسع في نفوس معظم المسلمين .

5 - رسالة تقدير وشكر وعرفان من المسلمين لما تقدمه تركيا القيادة والشعب من استضافتها لملايين اللاجئين السوريين وغيرهم من الأجناس الأخرى دون أن يرتفع صوتها شاكية لأحد .

6 – هذه المشاعر الدافئة والعاطفة الجياشة التى عبرت عنها هتافات الطائفين ، تؤكد رفعة مكانة تركيا حكومة وشعباً لدى المسلمين .

بالعودة إلى ما جرى مع السيد داود أوغلو من هتافات ترحيب ، أجد نفسي مضطراً إلى الوقوف أمامها و أن أعقد مقارنة بين زيارة الجنرال (المنقلب) عبد الفتاح السيسي إلى نفس المكان ، وما رأيناه حينها من مشهد مخزي ، حين احاطت به كتيبة من قوات الخاصة السعودية وكأنه في ميدان قتال يخشى من الأعداء ، فكانت الصورة ، إستفتاء و دلالة واختصاراً لا يحتاج إلي أدلة على وضاعة الرجل وإنحطاط قدرة في نفوس المسلمين نتيجة تاريخه الإجرامي .

و على الرغم أن المشهدين كانا في مكان واحد ولكن الشخصيات والأنظمة مختلفة ، وبالتالي نحن أمام فرق كبير ليس بين الرجلين ، لأنه لا مجال للمقارنة بينهما على الأطلاق ، فشتان بين رجل علم وسياسة وحكمة و رجل لا يجيد إلا إطلاق الرصاص على صدور المسلمين ، وإنما المقارنة هنا بين نظام "تركي" ديمقراطي ينتهج الإسلام السياسي في صورته الرشيدة الحديثة الناضجة ، نظام إستطاع بإخلاص أن ينهى عقود من حكم العسكر وفسادهم و ينتشل بلاده وشعبه من هوة الديون والفقر والفساد الإدارى ، إلى واجة التاريخ ومزاحمة العالم المتحضر ليكتب سطور ناصعة عن تجربة الإسلام السياسي الناجح .

، في المقابل نظام "مصري" إنقلابي ديكتاتوري عسكري علماني يكره . الدين ويحارب المسلمين ويحرض على ثورة ضد الثابت من الدين إرضاءً للأخرين . نظام فشل في كل ما وعد به ، بل في كل مناحي الحياة ووصلت البلاد في عهده إلى حافة الإفلاس الإقتصادي ، ناهيك كبّته للحريات بخلاف إجرامه و إرتكابه لجرائم إبادة جماعية بحق كل معارضية .

هذا هو الفرق بين نظام تركيا الحرية و التنمية "المسلم" وبين نظام السيسي الدكتاتوري "العلماني" في صورته المتوحشة .



  • رزق محمد المدني
    اتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...
   نشر في 06 فبراير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا