يواجه بوريس جونسون مأزقاً مزمناً فى إدارة الخروج من الاتحاد الأوروبى،فقد كان الرجل من عرابى الخروج والمؤيدين المتحمسين لاستفتائه وقت أن كان عمدة لندن حتى صيف 2016 ومع توالى الاستقالات من الحزب عقب تعثر المفاوضات بين تيريزا ماى ومجلس العموم غدا جونسون وزير الخارجية الجديد .
صاغت ماى بصعوبة بالغة اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبى للحفاظ على المصالح البريطانية بعد مغادرة العائلة الأوروبية،لكنها منيت بالرفض مرات تترى فى البرلمان البريطانى واضطرت للاستقالة فى السابع من يونيو الماضى لتجرى انتخابات مبكرة يفوز فيها جونسون برئاسة الوزراء فى الرابع والعشرين من يوليو الماضى .
كشر جونسون عن أنيابه للأوروبيين مبكراً،وطالب بعقد اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبى يمنع استمرار بريطانيا فى اتحاد جمركى مع أوروبا حتى لا يصبح هناك حدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا تما سيؤدى لانهيار اتفاق السلام بين لندن وبلفاست الذى عقد قبل 21 عاماً،غير أن الأوروبيين قابلوا طلبه بالصمت والتجاهل ليعلن حاكم بريطانيا المخبول أن بلاده ستترك الاتحاد بحلول الحادى والثلاثين من أكتوبر المقبل سواء باتفاق مع بروكسل أو بدونه .
نفذ جونسون مناورة أخيرة فى الحادى والعشرين والثانى والعشرين من أغسطس الماضى بزيارة برلين وباريس على التوالى،فحصل على موافقة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على صياغة اتفاق بديل خلال 30 يوماً لكن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون رفض طلب ضيفه متمسكاً بالاتفاق الذى عقد مع الاتحاد الأوروبى .
أخيراً استخدم جونسون الورقة الأخيرة وعلق عمل البرلمان فى التاسع والعشرين من أغسطس الماضى ليجبر البرلمان على الخروج من أوروبا دون اتفاق ليضمن بقاءه فى السلطة،وتحول جونسون إلى فرعون بريطانى يعرف مصلحة البريطانيين أكثر منهم وقد تضطره الأحداث لإجراء انتخابات مبكرة ليواجه ساعتها معضلتين:
البقاء فى الحكم والخروج من أوروبا .
-
أحمد زكىصدرت لى عدة كتب سياسية بين 2013 و2018 مثل اغتيال رفيق الحريرى العدالة الموقوتة والأكراد حلم الوطن المستحيل