أحملُ القولَ على سحابةٍ تنقلني بكلماتٍ تطيِّبُ خاطري وتغيبُ لتقيمَ الكسورَ جبور بطرفة عينٍ.
أتساءل عن غفوةٍ وأترك القلم يدندن،هل ينير المتجولون على ضفاف طريقنا نحو المدينة،الشمعة المطفأة من ليالٍ اسودت على الأكتاف؟ أبقيت كلماتي بيضاء في ورقة مسودة، ولا أدري إن كنت على صواب في المعنى أم لا.
نهضتُ عند سماع أذان الفجر، يا ترى ماذا أقلقني بعدما أنهيت صلاتي، كلمة لم أودع بها نفسي بعد السؤال.
بعثرتُ مذكرتي عن كلامتي المحببة وناديت نفسي بصوتي لعلي أفيق.
الساعة الآن السابعة والنصف في اليوم الحادي والعشرين من رجب ورائحة نسيم الهواء تحتويني بدفئها مع شمس الصباح.
بان يومي بعدما أطل علي حميم وغرد إلي بكلمات رددتها علي بكرة واستشعرت حكمة الله في إقرار حسن ظني به، بحة صوتي بدت باكية ضاحكة، لم أودعْ من زمن آنف أي انسان بالأحضان قط وآن الأوان أن أعطي الصادق محبتي، حملت الرسالة على وجنتي لعل كل من يراني يزيدني سعادة.
تحية: نحن هنا من المكان كذا، كان القول أشبه بجملة نحن هنا لأجلك، انطلق في عرضه وكلماته التي كنت لا أرغب بإنهائها وأطيل الإتصال بيننا.والوقت كسفنا بمروره سريعًا وكان الوداع بقول:هكذا هي الدنيا.عدت إلى بيتي ولم تكن عودتي هباءً إنما لأحدث عائلتي عما حدث.
الثاني والعشرون من رجب
يسعدني وجود جدي إلى جانبي في وقت تشدني أفكاري ليسمعها غيري، أبقينا إلى جوارنا كوبان من القهوة كنت أزعم أني لا أحبها إلا إني بجوار جدي أتلذذها. حدثته عن السياسية والعصر والزمن وقرأت عليه بعضاً من النصوص التي أحب.
أما عن السياسة فقد كنت متمكنة من كل كلمة تخرج من لساني وأحيانًا لا أبوح بها، كي لا أقع في سرداب متمكن الإقفال ولا مفر منه. عندما وصلنا إلى نهاية قهوتنا همس لي: تعلمين علم اليقين هذه المواضيع مغارة إذا أبقيت عقلك بها طيلة العمر.
السادسة من يوم الثاني والعشرين من شعبان
استشعرت مدى قوة الأرض بشدي للفراش وضمر أعيني حتى الإنطفاء، البكاء كان المنفذ من كل مهرب، بكيت إلى أن تورمت عيناي وتعبت روحي. دعوت أن أفيق من غفلتي ورحت نائمة متعبة من اللاشيء سوى البكاء. أخذتني أمضي بين غابات وتلقيت شابًا اسمه حمزة،حدثني عن المدينة وكل ما فيها وبعد مدة وجيزة قال: أنه لم يذهب لها بالقدر الذي ذهب إليها في خياله. صحوت من حلمي وذهبت حيث عملي، تحققت من الأمر فوجدت أنها حرب نفسية المرء تجاه الأشياء المرة.بقيت في مكتبي مدة سبع ساعات طوال وأنا أبحث وأحدث آخرين على الهاتف وأكتب إلى أن وصلت للنهاية بهرت بها قبل عرضها على مواقع التواصل الإجتماعي والجرائد. مرّت ساعات قليلة إذ حققت نجاحاً فائقًا وتوردت نفس كل من مرت عليه بسلام واطمئنان. نهضت الأمة من جديد على حسب ما وصلني.
طرقت الأبواب وانطلقت بي الطرق من السؤال ثم الحب،الشك،المرارة ثم النجاح.
-
Razanabumazinرزان عزام أبو مازن،البالغة من العمرِ عشرين ربيعًا،مقيمةٌ في الأردن بجنسيةٍ أردنيةٍ من أصلٍ فِلَسطينيّ من قضاءِ نابلس...الكتابة بالنسبة لي هي المنفذ لكل شيء سعيدًا كان أي حزينًا.