تنزل الأخبار بسرعة البرق و لا نقدر علي الغربلة، كأن كل شيء يحدث في نفس الوقت و بنفس الوتيرة، فكيف نتمكن من المطالعة و متابعة حدث دون إهمال آخر ؟
ثم كيف نقيم المعروض و نحن أمام صور و تقارير حررت إنطلاقا من رؤية معينة ؟ في الأغلب رؤية من عاش الحدث أو ذلك الذي إكتفي بنقله ؟
كيف نحترم تلك المسافة الكائنة بيننا و بين الخبر ؟ و كل ما يجري يعنيننا بشكل أو آخر...هذا و إمكانية مراجعة مصادر الأخبار شبه مستحيلة، فكيف نتأكد من صحتها ؟ هذا و نفس الخبر تتناوله عدة جهات ليغدو في الكثير من الأحيان مادة مستهلكة لا تزيل غموض و لا ترفع إلتباس.
مع هذا الكم الهائل المتدفق من المعلومات، مطلوب قدر كبير من الموضوعية و التوازن و إلا من السهل الخطأ فتصبح المغالطة عادية. يشوب التعاطي الحالي مع الأحداث نوع من التهور و الكسب التجاري و الأحكام المسبقة.
ثم مهمة البحث عن مصدر موثوق به ليست بالهينة و هامش الإختيار واسع، لهذا من المستحب أن نحذر في تعاملنا مع معلومات غزيرة و ننأي بأنفسنا عن الإنسياق خلف أمور غير مؤكدة، فليس كل ما يروج صحيح...
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة