الغِش - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الغِش

من غشنا فليس منا

  نشر في 19 ديسمبر 2018 .

اَلْغِشُ نقيض النصح ،و هو يعني الخداع ، أو الإخبار عن شئ علي غير وجهه الصحيح و غالباً يكون بغرض التضليل أو صرف الخير عن الناس عمداً ، فإذا كان اَلْغِشُ نقيض النصح فإن اَلْغِشُ يجافي الإسلام ،فالأصل أن يحب المسلم للمسلم ما يحبه لنفسه ، قال تعالي " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ". {الحشر - 10}
 
 و عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم قال ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا لِمَنْ ؟ ، قال : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ). 

لقد أصبح اَلْغِشُ ظاهرة جلية و منهاج حياة الكثيرين - إلا من رحم الله - ، و اَلْغِشُ أنواع و أشكال و أحجام ، و هو أمر منهي عنه في ديننا الإسلامي الحنيف ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ ، فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ غَشَّنَا ، فَلَيْسَ مِنَّا ) أي ليس من أخلاقنا الغش ، و عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة)).

و الغش أيضاً ينافي منظومة الأخلاق التي وضعها النبي صلي الله عليه و سلم و روي أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) و عن أنس رضي الله أنه قال ( مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا قَالَ: لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ ).

و رغم ذلك كله تري المسئول يغش المواطن و البائع يغش المشتري و المُعَلِم يغش الطالب و الطالب يغش أهله و الطبيب يغش المريض و المحامي يغش الموكل ، تسأل أحداً عن عنوان فيدلك علي آخر ، و هكذا سلسلة غش متصلة لا يمكن فصلها ‘ حيث تغلغلت و تشعبت  و تجذرت في مجتمعنا و قد لا ندرك حجم المشكلة لأننا نعايشها و نتحدث عنها حديث الإنكار قولاً لا فعلاً .

إذا كان المربي يغش من يربيه فلا يمكن إلا أن يكون نتاج التربية مشوهاً و ما تتولد عنه من معاملات تكون مشوهة و تضظرب سبل الحياة و تتصادم مصالح الناس، لذا فإن التربية هي قوام كل إصلاح و تصحيح ، و الإحساس بالمسئولية و العمل بها اساس كل نجاح ، و هنا الكل مسئول بلا استثناء ن فيعلم الكل بأنهم مسئولين امام رب العالمين عن انفسهم و عمن تحتهم من اهل و ولد و موظفين و خدم و مساعدين .

إذا كنت تغش لتكسب عرضاً زائلاً أو تصرف خيراً عن اخيك فاعلم أنك الخاسر الأوحد ، و إذا كان الله منعك من أن تغش غيرك ، فقد منع الكل أن يغشوك ، و اعلم أنك المستفيد من كل خصلة منعك الله عنها.

فليعمل كل واحد بمسئوليته و ليقم بواجبه و لتقم الحكومات بواجبها نحو التربية و ترسيخ مفاهم الأخلاق و منظومة القيم التي أرساها الإسلام الحنيف في القرىن الكريم و سنة الرسول الأعظم صلوات الله و سلامه عليه .




   نشر في 19 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا