إنتفاضة السودان لامست النصر
---------------------------------------
بعد طول إنتظار هاهو السودان العربي الأبي يقهر المستحيل ، ويكتب التاريخ بحروف من دماء شهدائه الأبرار وأبنائه الأحرار ، بفضل من الله سبحانه وتعالي إنتصرتم علي قوي الظلام والإستعمار وأعوانهم وأسلافهم ، صمدتم صمود الجبال ، حقا كرامتكم عصية علي الكسر والإنحناء ، كرهتم الخوف وتملكه من النفوس ، حاربتم من أجل الوجود وأسمي القضايا مع أعداء ما أكثرهم ، لم تحيدوا عن طريق الحق قيد أنملة ، صبرتم علي الحديد والنار والسلاسل والفلايق المنشقة وخفافيش الليل ، وتمسكتم بالأمل الجاي في الآفاق ، لم ترهبكم طلقات الرصاص وقنابل الخسة والندالة وأدخنة العار المتصاعدة عن إستكمال المشوار ، يجرح المرء منكم وتغطي وجهه الدماء ويصر علي النضال ، أهل شرف وأمانة لم تنسي يوما ولكنها ظلت في القلوب محفوظة وخرجت في التوقيت والمكان المناسبين ، أحييتم الأمل بكل فخر في الشعوب القريبة منهم والتي تتوق هي الآخري للخلاص وأرسلتم شعاع ثورتكم المجيدة تؤرق عيون الظالمين ولا تجعل لهم غفوة ، إنكم دافعتم ليس فقط عن شرف أمتكم وإنما للحق أقول وأشهد عن شرف الأمة العربية كافة وفي القلب منها شعوبها ، سرقة الأوطان أنتم من أوقفتوموها ، إرجعي يا روحي أحضانا إشتقت أن أكون إنسانا في أعتي عصور الأسود جحودا ، صرخة مكبوتة في غربة ظلماء وشقاني الحنين لوطن يحميني ، الإنتماء لا يباع ولا يشتري وإنما يولد في القلوب ويسري في العروق وتستجيب له العقول ، خضتم معركتهم بكل ضمير وبسواعدهم وإرادتكم وإتحادكم الذي أذهل العدو قبل الصديق ، العالم تعجب وما زالت الصدمة تشوه تفكيره كيف للشعوب التي طعنت في الركود الإجباري أن تنهض من جديد ، ولا تلين مهما كلفها لمحاولات سرقة ثورتها المجيدة ، ولا إملاءات الطغاة القاعدين المتطفلين في الخارج ، قالوا السودانيين هذا وطننا ونحن أولي بشؤونه لا نحتاج من أي أحد كان مساعدات مغلفة بالمؤامرات وتشوبها الخدع الشيطانية التي تخطط بعيدا ، أفراحكم هي أفراح العرب جميعا من المحيط للخليج ، أكملتم عنقود الإنتفاضات وأرسيتم تاجها الذهبي الصلب العصي علي التدمير ، كل نقطة دم سالت علي أرض السودان كانت تطهيرا للظلم والفساد وفراعين الزمان ، وما النصر إلا من عند الله ، سعيتم في سبيل تحرير أنفسكم ودينكم من سلاح العبودية والإمتلاك ، من جار علي خيراتكم وإغتصب حقوقكم ونكل بكم ، أه من نصر عزيز يأتي بعد كل هذه التضحيات والفداء ، حناجركم وصلت عنان السماء وإرتفعت علوا وشموخا لم ولن تخضع مرة ثانية للإبتزاز والخنوع والخضوع ، إفرحي يا أم الشهيد حق ولدك رجع وما ضاع هدر ، ضحي بروحه في سبيل أمة كاملة أبدا لن يغيب عن العين أو الخاطر ، دموع غسلت كل ميادين ومدن وقري وحواري السودان من كل الفئات شيوخ رجال نساء حتي الأطفال شاركوا في عرس الشهيد علي الجنة رايح سعيد وملائكة الرحمن في الإنتظار مبشرين ، زهور ورودك يا سودان باقية ليوم الدين ، فرحة شعب إمتزجت بالدموع وراحة القلوب بعد أصعب المحن والهموم مرورا بالوطن منذ زمن بعيد ، أقيدوا شموع الأمل في كل الأركان ، السودان شعب لا يهدأ في السير نحن الطريق المستقيم ورسم مستقبل كله تفاءل ورغبة في تعويض ما فات ، ما أحلي وأعز أن يعيش الإنسان حياة مدنية كريمة بعيدا عن سوط القوة الغاشمة وفرض سياسة الأمر الواقع ، الأبناء والأجيال الجديدة هنيئا لكم سوف ترون سودان جديد في كل شيء ، تعمير ليس له نهاية وتغيير حقيقي من الباطل البغيض إلي الحق والعدل المكين ، والمساواة التي كانت سرابا ولكنها عادت مع التحدي والإقدام وإزالة المعوقات ونشر بذور الود والوئام ، ناديتم بحرية ودولة مدنية ترفع السودان عاليا شامخا بين الأمم ، نيل يبث الخير في أبداننا ويزيل سموم الشر والتفرقة ، السودان يسع الجميع وإتحادنا سبيلنا للحفاظ علي مكتسباتنا التي أتت بعد عذاب السنين ، من اليوم سوف تشرق شمس السودان من جديد علي روح ووئام تهد مضاجع المعتدين برق ورعد ، سامحوني أهلي وأحبتي وأصحابي وإخواني وأصدقائي هذه لفتة بسيطة كتبت علي عجل ، ولكن يكفي أنها من القلب لتعبر عن خالص فخري وإعتزازي وعروبيتي وروابط الأخوة والدم التي تربطنا ، نشاطركم الفرحة بالنصر العزيز المبجل الحالم والمبشر بالحرية ونبراس العدل والمحافظة علي ديننا من أيادي الفتنة والتشرزم والغلو ، ومليون مبرووووك مرة ثانية وثالثة ورابعة ونتمني بداية التقدم والرخي والبناء ونهضة وتلحقوا ركب التقدم الذي تأخرتم بسبب قلة باغية أرجعت السودان للخلف عقودا ، وها هي الفرصة أتتكم الآن فلا تفوتوا الوقت يذهب سدي إجعلوا العمل دستور حياة وتوكل علي الله عز وجل أن لن يخيب رجاءكم ، وأرض السودان لا تنضب من السياسين الحكماء والإقتصاديين الأمناء والعلماء الأجلاء والمفكرين والمثقفين الأفذاذ والشعراء والقوة العاملة الماهرة والأرض الشديدة الخصوبة ونتمني أن يعود السودان سلة غلال العالم ، ولما لا وأنتم جعلتم الأحلام متاحة وحقيقة راسخة علي أرض الواقع لا تتأثر برياح البؤس والشقاء ، ويارب للأمام دائما إن شاء الله .....................